هذا الفيديو مجتزأ من سياقه ولا يجمع محافظ السويداء مع مختطفات

تناقلت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مع مزاعم أنه يظهر محافظ السويداء مصطفى بكور، مع نساء مختطفات من السويداء، خلال اجتياح قوات الحكومة السورية، ومجموعات مسلحة موالية لها للمحافظة منتصف تموز/يوليو الماضي.

تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات –  True Platform، صحة الادعاء،  وتأكد من المعلومات من مصادر مقربة من الحكومة السورية، وقاطعها مع مصادر مطلعة من السويداء، إضافة إلى البحث عبر مصادر مفتوحة، وتبين أن الفيديو أُعيد تداوله مؤخراً، خارج سياقه الحقيقي.

نتائج البحث والتحري:

– أظهر البحث أن الفيديو نُشر لأول مرة في 23 تموز/يوليو 2024 على صفحة “محافظة السويداء” في فيسبوك، تحت عنوان “جانب من لقاء محافظ السويداء مصطفى البكور مع عائلات الطائفة الدرزية التي أُجليت حديثاً من السويداء”.


-حصل فريقنا على تسجيلات صوتية للسيدة تمارة نصر التي تظهر في الفيديو المتداول.

-تقول السيدة إنها كانت برفقة زوجها وسلفها وحماتها أثناء محاولتهم الخروج من بلدتهم نجران، حينما أوقفتهم مجموعة من المسلحين العشائريين، وقامت بقتل زوجها و”سلفها” أمامهم.

-تضيف السيدة أن سيارة “حوارنة”، كان يقودها منتصر العليان(الحريري) أنقذهن من البدو ونقلهن إلى منزل أخيه عابد أبو سليم العليان(الحريري) في بلدة بصر الحرير، بمحافظة درعا.

-تقول السيدة إنهن لم يتعرضن لأي إساءة خلال مدة إقامتهن، ببصر الحرير التي امتدت لأسبوع، وأن لقائهن مع المحافظ مصطفى بكور، جرى هناك في منزل أبو سليم الحريري، من ثم نقلن في اليوم التالي بسيارة الشيخ طلال كنعان، أبو سلمان إلى مزرعة الشيخ يحيى ملاعب في جرمانا، وبقين لنحو شهر ونصف، ووصلن إلى السويداء منذ خمسة أيام.

-أفادت مصادر مطلعة من السويداء فريقنا أن الشخص الظاهر في الفيديو إلى جانب المحافظ بكور هو عمار سليم الحريري، وهو قيادي في الأمن العام ببصر الحرير، كما أن منتصر الحريري الذي أوصل تمارة وحماتها إلى بصر الحرير، قيادي أيضاً في الأمن العام في البلدة.

– قالت مصادرنا من السويداء إن النساء الظاهرات في الفيديو ينحدرن من بلدة نجرى و قرية الطيرة والقرى الغربية، وأن بعضهن عدن إلى السويداء، وبعضهن بقين في جرمانا. 

-نشر الصحفي وهاج عزام المنحدر من السويداء على حسابه في فيسبوك، تسجيلاً صوتياً للقائه مع السيدة تمارة نصر وقال إن السيدات كن باستضافة أبو سليم الحريري مختار بصر الحرير بريف درعا وعاملهن معاملة حسنة.

-وأضاف عزام:”الغاية نشر الحقيقة والابتعاد عن أي تضليل أو معلومات غير دقيقة .. وليس تبييض لصورة أحد .. هناك مئات القصص والانتهاكات وعمليات الخطف ولسنا بحاجة لأي معلومة مضللة لكي ننقل صورة الإجرام الذي ارتكبته وتمارسه السلطة حتى الآن”.

-وتقول السيدة في هذا التسجيل إن منتصر العليان(الحريري) عاد ونقل نساء أخريات من نجران إلى منزل أبو سليم ليصبحن تسع نساء هناك، وأن المحافظ التقاهن هناك، وسألهن عن الوجهة التي يرغبن بالانتقال إليها، ليجري نقلهن في اليوم التالي، إلى جرمانا بناء على طلبهن.

-لا تنفي هذه المادة وقوع انتهاكات جسمية بحق المدنيين في محافظة السويداء خلال شهر تموز/يوليو الماضي، بما فيها عمليات خطف، وعنف قائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات، وفق ما تؤكد تقارير حقوقية أممية وسورية.

خلاصة:

-الفيديو المتداول يعود إلى 23 تموز/يوليو 2024، ونشره أول مرة حساب محافظة السويداء على فيسبوك.

-جميع النساء اللواتي ظهرن في الفيديو مع الطفل، عدن إلى عائلاتهن أو أقاربهن قبل إعادة تداول الفيديو.

-الادعاء أن الفيديو المتداول يظهر محافظ السويداء مع مختطفات في مركز احتجاز، غير صحيح.

– تبين أن الفيديو جرى إخراجه من سياقه الحقيقي، لذا صنف الادعاء ضمن محتوى “مجتزأ من سياقه” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform. 

خلفية:

في 21 آب/أغسطس الماضي، أطلق خبراء في الأمم المتحدة “ناقوس الخطر بشأن موجة من الهجمات المسلحة على المجتمعات الدرزية السورية في محافظة السويداء”. 

أشار الخبراء إلى تقارير عن “اختطاف ما لا يقل عن 105 نساء وفتيات درزيات على يد جماعات مسلحة تابعة للسلطات السورية المؤقتة، ولا يزال 80 منهن في عداد المفقودين. ولا تستطيع بعض النساء اللواتي أُطلق سراحهن العودة إلى منازلهن خوفًا على سلامتهن. وفي ثلاث حالات على الأقل، زُعم تعرض نساء درزيات للاغتصاب قبل إعدامهن. ولا يزال 763 شخصًا، بينهم نساء، في عداد المفقودين”.

وقال الخبراء: “إن حجم العنف المُبلّغ عنه، بما في ذلك المجازر، ونهب المنازل والمتاجر والمواشي، واستخدام الهواتف المسروقة للابتزاز ، يشير إلى حملة مُستهدفة ضد الأقلية الدرزية، تفاقمت بسبب التحريض على الكراهية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، الذي يُصوّرهم كحلفاء لإسرائيل”. 

وكانت التوترات  قد اندلعت في تموز/ يوليو 2025 بعد حادثة خطف بين مسلحين بدو ودروز، لتتطور سريعاً إلى مواجهات واسعة في مدينة السويداء وريفها.

تدخلت القوات الحكومية السورية، وأعلنت أن تدخلها جاء لفض النزاع لكنها حاولت السيطرة على المحافظة بشكل كامل، لكن التدخل الإسرائيلي وشنها لضربات جوية قالت إنها لحماية الدروز، أوقف التقدم الحكومي.

في السياق، وثقت منظمات حقوقية، منها العفو الدولية، عمليات إعدام ميداني واعتداءات على مرافق مدنية، ما أدى إلى أزمة إنسانية رافقها وقوع مئات القتلى وتهجير واسع للمدنيين، أعقبها إجلاء آلاف العائلات من المدنيين البدو.

وفي 19-20 تموز/ يوليو، أُعلن عن وقف إطلاق نار بوساطة دولية، انسحبت بموجبه القوات الحكومية والقبائل التي تدخلت إيضاً قالت إنها فزعة لنصرة الضحايا من البدو، بينما احتفظت الفصائل الدرزية بانتشارها.