تتعامل المنصة مع تحليل الأخبار ورصدها، عن طريق فريق عملها وعدد من الصحفيين السوريين المستقلين يقومون بإجراء التحقيقات، والبحوث الدقيقة للتحقق من صحة الأخبار المشكوك فيها، ويبينون الحقائق المحيطة بها.
كما يتابعون سير الأحداث والتطورات، ويقدمون تحليلات موضوعية وشاملة، لمساعدة الجمهور على التفكير النقدي، واتخاذ قرارات مستنيرة.
تتبنى “True” سياسة تحريرية تعتمد مبادئ مهنية أساسية هي:
- عدم الانحياز لأي طرف أثناء التحقق، وتناول المواد المشبوهة المتداولة عبر مواقع التواصل أو وسائل الإعلام، سواء المستقلة أو المرتبطة بطرف سياسي أو عسكري- دون استثناء-.
- الشفافية في عرض الطرق والخطوات التي توصل عبرها الفريق إلى دلائل قاطعة تدحض الادعاءات في الأخبار المضللة.
- الاعتماد على الدلائل القاطعة مع السعي لتقديم رواية متكاملة توضح كيفية تحريف الحقائق، وتجيير بعضها لتقديم رواية مضللة.
تنطلق المنصة في تحري صحة أي معلومة والتحقق مما إذا كانت مضللة أم لا، ومن ثم نشرها، من الاعتبارات التالية:
- توافر سمات التضليل أو خطاب الكراهية في المحتوى، كأن تتعارض المعلومة والادعاءات المتداولة مع السياق العام والمنطقي للأحداث، أو تجهيل مصادر المعلومات، أو وجود لغة وخطاب مثير ين ومحرضين، مع وجود أخطاء لغوية ومنطقية، بالإضافة إلى سمات أخرى تظهر عادة مع حدوث تصعيد أو اندلاع نزاعات أو حدوث كوارث، كأن يكون هناك تحريض ضد شخص أو جهة ومحاولة الهجوم عليه/ ها وتخوينه/ ها.
- مدى قدرة المصدر على التأثير في الجمهور، واحتمالية أن يؤثر المحتوى المنشور بشكل سلبي، أي قد يتم التغاضي عن بعض المحتوى المنشور من جانب أفراد غير مؤثرين.
- مدى احتمالية أن ينتشر المحتوى بشكل سريع، استنادا إلى طبيعته المثيرة والمحرضة اللتين تنتشر ان بشكل أسرع موازنة بالمعلومات الصحيحة التي لا تحمل طابع الإثارة.
- توفر سياق قد يساهم في زيادة التوتر والتصعيد. يتم ذلك بتتبع الحسابات الرسمية لمجموعة من وسائل الإعلام السورية، إضافة إلى حسابات وصفحات مرتبطة بشبكات مختلف الأطراف السياسية والعسكرية.
النطاق الجغرافي:
يولي فريق True الأولوية لتحري صحة المحتوى المتعلق بالشأن السوري بشكل أساسي، لكنه يركز بشكل خاص على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يتنشر الفريق، ونظراً لتداخل عوامل السياسة والاقتصاد والجوانب الاجتماعية والثقافية، و تبادل التأثير مع دول الجوار التي يتنشر فيها السوريون/ات، يحرص الفريق على تتبع المحتوى المضلل أو المحرض على الكراهية، ومكافحته بالسبل المتاحة، فيما يأتي النطاقين الإقليمي والدولي أيضاً من ضمن اهتمام الفريق، لأن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التواصل والإعلام الحديثة، ألغت مفهوم الحدود التقليدية في وقتنا الحالي.
نوع المحتوى:
يولي فريق True الأولوية لرصد وتتبع المحتوى الذي قد يترك تأثيرات على النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية للسوريين/ات، وكل ما يمكن أن يؤثر في استدامة الحرب، لكنه لا يغفل المحتوى ذي الطابع التاريخي و العلمي أو الترفيهي والرياضي وغيرها، في سبيل زيادة وعي الجمهور و تنمية النظرة النقدية لديه.
يعتمد فريق المنصة في رصد ومكافحة الأخبار المضللة، على المهارات الرئيسية التي تتبعها غالبية المنصات المتخصصة، من قبيل كشف البيانات الوصفية، والبحث العكسي عن الصور ومقاطع الفيديو، والبحث باستخدام كلمات مفتاحية، وتحديد الموقع الجغرافي لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، إضافة إلى الاستعانة بمجموعة من التطبيقات والمواقع التي تساهم في التحقق من صحة المحتوى.
تتبنى المنصة التحري المنطقي القائم على حشد الأدلة والبراهين المنطقية والعقلية والعلمية، التي من شأنها المساهمة في استجلاء صحة المحتوى، عند تعذر الأساليب الرئيسية في التحري، كما تتبنى الاعتماد على مصادر ميدانية وتصريحات يجري استخدامها كأدلة داعمة في سياق طريقة التحري عن صحة المادة المنشورة.
ترى المنصة أن تحقيق أهدافها الرئيسية لا يمكن أن تتحقق دون نشر مواد متخصصة في مجال التحقق بشكل دوري، ما يساهم في تعزيز الوعي، وتنمية النظرة النقدية لدى المتلقي، كما يعمل فريقها على إيجاد تواصل فعّال مع متابعيها، وخلق مساحة لتبادل المعلومة، سواء عبر خدمة أرسل تصحيحاً، أو العمل على نشر توضيحات عبر معرفات المنصة حول تبعات بعض المواد المنشورة التي قد تخلف تساؤلات لدى الجمهور على منهجية المنصة وطرق معالجة بعض المواد المؤثرة.
رصد ومكافحة خطاب الكراهية:
إضافة إلى تتبع ورصد الأخبار والمحتوى المضلل، ترصد المنصة خطاب الكراهية بشكل أساسي، لما له من ترابط وثيق مع المحتوى المضلل، وفق ما كشفته التجربة في سياق الحرب السورية على الأقل، وأكده عمل المنصة بعد عام على انطلاقتها.
وتتبنى المنصة خطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف، وهي تشكل مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات الصادرة من عدة ورشات عمل للخبراء عقدَتْها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتم إقراراها عام 2012.
تعمل المنصة على تجنب الوقوع في شرك التشهير ، أثناء معالجة المواد المنشورة، وهي بذلك تعتمد مجموعة من التوجيهات ومبادئ العمل الصحفي المعتمدة على نطاق عالمي.
تحرص المنصة على تحاشي تقديم صورة نمطية عن عملها، الذي قد يبرز الأخطاء، وتحاول تطوير مشاريع من شأنها أن تبرز الممارسات الصحيحة لدى مختلف وسائل الإعلام.
رصد مواد يتم فيها إغفال المصدر:
من الممارسات الشائعة والتي رصدها فريق المنصة، انتشار ثقافة النسخ واللصق بين جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى نشر وسائل إعلام مواد صحفية أو صور أو معلومات دون الإشارة إلى مصدرها أو منتجها الأصلي أو صاحب الحقوق والملكية الفكرية، وقد يترافق ذلك عموماً مع وجود تعديل طفيف على هذا المحتوى.
وعدا أنه يشكل نوعاً من الاستيلاء والسرقة المعنوية، فهو يعد ضرباً من التضليل والتلاعب الإعلامي، واستناداً إلى ذلك، أفردت منصة True قسماً لرصد إغفال المصدر.
ويتبع الفريق أساليب ومهارات التحقق الاعتيادية، في كشف المواد التي يتم فيها إغفال المصادر فيها.
ملاحظة: هذه المنهجية نتاج عمل فريق المنصة، المتطوع، على مدار عام، إضافة إلى الاستفادة من تجارب العديد من المنصات والمواقع المتخصصة، ونرى أنها ضوابط من شأنها تحقيق أقصى قدر من المهنية في العمل، ورصد التضليل، وخطاب الكراهية، وإغفال المصدر، لكنها قابلة للتطوير والتعديل خلال الفترة القادمة.