تداولت صفحات وحسابات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤخراً، ادعاء حول اتفاق “سوري – أردني – أمريكي” على دخول قوات الأمن العام السوري إلى محافظة السويداء بالكامل، وذلك عقب الإعلان عن خارطة طريق لحل أزمة السويداء، برعاية الأردن وأمريكا.
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، صحة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر غوغل، وراجع مصادر رسمية، وتبين أنه ملفق.
نتائج البحث والتحري:
-لا يستند الادعاء إلى مصادر موثوقة ومعروفة.
أظهر البحث أن خارطة الطريق المعلنة لحل أزمة السويداء، أمس في دمشق، أن سوريا والأردن والولايات المتحدة اتفقت على مجموعة خطوات عاجلة “في إطار الاحترام الكامل للسيادة السورية”، ليس من بينها ما يثبت صحة الادعاء.
-أظهر البحث أن من بين الخطوات العاجلة التي جرى الاتفاق عليها أن “تنشر الحكومة السورية قوات مؤهلة ومدربة تابعة لوزارة الداخلية على طول طريق السويداء-دمشق لضمان حرية الحركة الآمنة للمواطنين والتجارة…”.
-أظهر البحث أن من بين الخطوات العاجلة التي جرى الاتفاق عليها أن “تسحب الحكومة السورية كل المقاتلين المدنيين من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وتنشر قوات شرطية مؤهلة ومدربة ومنضبطة على الحدود الإدارية للمحافظة، استنادًا لاتفاق عمّان…”.
-أظهر البحث أن خارطة الطريق تضمنت أيضاً خطة لـ “تشكيل قوة شرطية محلية، تضم كافة المجتمعات في المحافظة، وستكون هذه القوة تحت قيادة شخصية (من المحافظة) تعينها وزارة الداخلية. وستحدد المفاوضات تركيبة هذه القوة وتكوينها”.
لا يدعم البحث وجود أخبار مماثلة على وسائل إعلام سورية مستقلة أو رسمية.
خلاصة:
-الادعاء حول اتفاق سوري – أردني – أمريكي على دخول قوات الأمن العام السوري إلى محافظة السويداء بالكامل ملفق.
-الاتفاق يتضمن تشكيل شرطة محلية، من مجتمعات المحافظة، بقيادة شخصية محلية تعينها وزارة الداخلية.
-تبين أن جميع جوانب الادعاء لا أساس لها من الصحة، لذا تم تصنيفه ضمن محتوى “مفبرك” وفق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
أعلنت سوريا والأردن والولايات المتحدة، الثلاثاء، التوصل إلى “خارطة طريق” لحل الأزمة في السويداء، خلال مؤتمر صحفي في دمشق، بحضور وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، والسفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس برِاك.
لكن اللجنة القانونية العليا في السويداء، أعلنت رفضها خارطة الطريق المعلنة، متهمة الحكومة السورية بالتنصل من مسؤوليتها تجاه ما جرى في السويداء، ومطالبة باستقلال المحافظة أو إدارة شؤونها ذاتياً.
وكانت التوترات قد اندلعت في تموز/ يوليو 2025 بعد حادثة خطف بين مسلحين بدو ودروز، لتتطور سريعاً إلى مواجهات واسعة في مدينة السويداء وريفها.
تدخلت القوات الحكومية السورية، وأعلنت أن تدخلها جاء لفض النزاع لكنها حاولت السيطرة على المحافظة بشكل كامل، لكن التدخل الإسرائيلي وشنها لضربات جوية قالت إنها لحماية الدروز، أوقف التقدم الحكومي.
في أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء عقب الاتفاق مع وجهاء المدينة، وذلك بعد ساعات من بدء دخول قواته إليها بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن بدء هجمات تستهدف آليات ودبابات وناقلات جند تابعة للقوات السورية، وقال متحدث عسكري إسرائيلي: “بدأنا في مهاجمة آليات عسكرية سورية في منطقة السويداء”.
في السياق، وثقت منظمات حقوقية، منها العفو الدولية، عمليات إعدام ميداني واعتداءات على مرافق مدنية، ما أدى إلى أزمة إنسانية رافقها وقوع مئات القتلى وتهجير واسع للمدنيين، أعقبها إجلاء آلاف العائلات من المدنيين البدو.