ادعاءات غير دقيقة حول تصريحات إلهام أحمد بشأن تولي مظلوم عبدي مناصب في الجيش السوري

نسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى جانب وسائل إعلام، مؤخراً، إلى إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية صورة خبرية تصريحات تفيد بأن الحكومة السورية وأطرافاً دولية اقترحت أن يتولى مظلوم عبدي أو أحد قيادات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منصب وزير الدفاع أو رئاسة الأركان في سوريا.


في ذات السياق، نسبت صفحات وحسابات أخرى على منصة فيسبوك، إلى “أحمد” تصريحات تفيد بأن الإدارة الذاتية هي من قدمت مقترحاً للحكومة السورية يقضي بتولي مظلوم عبدي أحد المنصبين المذكورين.

تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform صحة الادعاءات المتداولة، من خلال مراجعة المصادر المفتوحة، ومن بينها مقابلة حديثة أجرتها مجلة “المجلة” مع إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. ومحرك البحث غوغل، للتحقق من صحة التصريحات المنسوبة لـ “أحمد”.

نتائج البحث والتحري:

– في المقابلة المنشورة بمجلة “المجلة”، السبت الفائت، تم توجيه السؤال التالي لإلهام أحمد: “ما مدى صحة الكلام بأن بعض الدول اقترحت مناصب عليكم، بما فيها مثلاً أن يتسلم الجنرال مظلوم عبدي، منصب رئيس الأركان أو وزير الدفاع؟”.

– أجابت إلهام أحمد: “كانت هناك مثل هذه الطروحات، ومن الطبيعي أن الدول أيضا تفكر بهذا الشكل. لكن بالنسبة لنا تمثيل المنطقة والتشاركية في الإدارة بدمشق من قبل تنوع المجتمع الثقافي السوري مهم. وبموضوع الوصول إلى تفاهمات بما يخص الإعلان الدستوري أيضا. هذه أولويات بالنسبة إلينا. لذلك فهو مطروح ونحن نرحب حقيقة بالمقترحات التي تأتي وهي مفتوحة للدراسة وندرسها، لكن بالتأكيد ضمانات الإعلان الدستوري أيضا مهمة بالنسبة إلي.”

– من ثم طُرح عليها سؤال آخر: “إذن، ضمن هذه التصورات بعد التفاهم حول المستقبل، هل يمكن أن يكون رئيس الأركان أو وزير الدفاع من قوات سوريا الديمقراطية؟”.

– فأجابت: “يمكن أن يتسلم أحد من “قوات سوريا الديمقراطية” رئاسة الأركان، ونحن منفتحون على ذلك وحدثناهم بهذه الأمور أيضاً. لكن حتى الآن لم نحصل على جواب. ومن المفترض أن تكون هناك تفاهمات بما يخص- مثلما ذكرت- النظام الإداري والنظام العسكري أو الاندماج العسكري. من المفترض أن تكون هناك تفاهمات ومن ثم يتم الانخراط في المؤسسات”.

– أوضحت إلهام أحمد أن المفاوضات لا تزال في مرحلة تبادل الأفكار، وأن الطرفين تفاهما أو اتفقا على أن يتم وضع جدول زمني لاجتماع اللجان المختصة وآلية لقاءاتها، لكنها لم تجتمع بعد.

– لم تذكر إلهام أحمد تذكر أن الإدارة الذاتية هي من قدمت هذا المقترح إلى دمشق، بل تحدثت عن نقاشات عامة ومفتوحة حول مستقبل التفاهمات.

– لم تؤكد إلهام أحمد في ردها أن الحكومة السورية قدمت مقترحاً رسمياً بهذا الخصوص، بل قالت إن “هناك طروحات من بعض الدول” وإنهم “منفتحون لدراسة المقترحات”.

– لم تُحدد أي جهة قدمت هذا المقترح رسمياً، ولم تذكر أي اتفاق فعلي أو مفاوضات قاطعة بشأن المناصب المذكورة.

– اعتمدت صفحات على صياغة عامة وغير دقيقة دون توضيح سياق التصريحات.

– البحث لم يعثر على أي تصريح جديد لإلهام أحمد خلال الـ 24 ساعة الماضية يدعم الادعاءات المتداولة، بخلاف ما ورد في مقابلة “المجلة”.

خلاصة:

– الادعاء بأن إلهام أحمد قالت إن الحكومة السورية اقترحت أن يتسلم مظلوم عبدي أو أحد قادة قسد منصب وزير الدفاع أو رئاسة الأركان، هو ادعاء غير دقيق.

– الادعاء بأن إلهام أحمد قالت إن الإدارة الذاتية اقترحت على الحكومة السورية ترشيح مظلوم عبدي أو ضابط من قسد لمنصب وزير الدفاع أو رئاسة الأركان، هو أيضاً غير دقيق.

-التصريح الحقيقي لإلهام أحمد يتحدث عن اطروحات عامة من بعض الدول، وأنهم منفتحون عليها، ولم تتحدث عن مقترحات رسمية للحكومة السورية أو الإدارة الذاتية حول ذلك.

تبين أن الادعاء يستند إلى تصريحات انتشرت بمعنى مغاير للأصل بشكل جزئي، لذا صُنِفَ ضمن محتوى “غير دقيق” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

في لقائها مع “المجلة” وصفت إلهام أحمد، جولات الحوار مع الحكومة السورية بـ “لقاءات بهدف تقريب وجهات النظر فيما يخص البنود التي يتم التفاوض عليها أو الأوراق التي يتم تبادلها بيننا، بخصوص الكثير من المجالات التي من المفترض أن يتم حلها خاصة البنود الإشكالية”.

وأضافت: “هناك الكثير من البنود الإشكالية لكن الأساسيات كيف يتم الحوار عليها أو ما هي وجهات النظر؟ خلال هذه المحادثات نحن قدمنا وجهة نظرنا، وتم التفاهم أو الاتفاق على أن يتم وضع جدول زمني كي تجتمع اللجان، وهذه اللجان تناقش كل الأمور ولا تخرج حتى تنتهي من النقاشات ومن ثم يتم الإعلان عن التفاهمات”.

وأوضحت أنه “كان من المفترض أن تجتمع اللجان المختصة خلال هذا الشهر، ويتم وضع جدول زمني لاجتماع هذه اللجان. لكن انتظرنا ولا زلنا ننتظر الجواب من دمشق كي تجتمع هذه اللجان”.

وأكدت المسؤول في الإدارة الذاتية أن “أبرز نقطتي خلاف هما: مستقبل العلاقة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والجيش السوري الجديد، ومستقبل الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا”.