ما حقيقة انتشار ظاهرة بيع الخصية في سوريا؟

تداولت صفحات وحسابات على منصة فيسبوك، مؤخراً، خبراً يدعي انتشار ظاهرة بيع الخصية في سوريا بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار وبلوغ سعر الخصية الواحدة إلى نحو 98 ألف دولار.

وزعم ناشروا الخبر أن الإقبال على هذه العمليات ازداد بين فئة الشباب العاطلين عن العمل، وأنها تُجرى في مراكز خاصة في حلب ودمشق والحسكة، على أيدي أطباء ذوي خبرة.

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform صحة الخبر، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث ومواقع التواصل ووسائل الإعلام المحلية، إضافة إلى مصادر علمية متخصّصة، وخلُصَ إلى أن الادعاء ملفق.

نتائج البحث والتحري:

– لم يكشف ناشروا الادعاء عن مصادر صريحة وموثوقة تدعم صحة ادعائهم، سواء أكانت تقارير صحفية أو علمية أو دراسات موثوقة أو غيرها.

–  أظهر البحث أن ذات الادعاء يعاد تداوله بشكل متكرر عبر منصات التواصل الاجتماعي، منذ عام 2020.

– أظهر البحث أن تقارير إعلامية نُشِرت بين عامي 2020 و2022، ذكرت أن أطباء سوريين كشفوا عن تلقيهم لاستفسارات دورية يسأل فيها شبان عن إمكانية “بيع الخصية أو الكلية”، غير أن مثل هذا الأمر، لا يُعد دليلاً كافياً على انتشار مثل هذه الظاهرة بين السوريين. 

– سبق أن نفى أطباء سوريون مختصّون في جراحة المسالك البولية والتناسلية، في معرض تعليقهم على ما يُشاع حول تجارة الأعضاء في سوريا، وجودَ إمكانية لإجراء عمليات زراعة خصية حية في البلاد، مؤكدين أن هذا النوع من العمليات لا يزال تحدّياً علمياً وأخلاقياً على المستوى العالمي.

– تؤكد مصادر علمية متخصّصة أيضاً، مثل مجلة Reproduction التي تنشر أبحاثاً في مجالات علم الأحياء الإنجابية أن زراعة الخصية الحية ما تزال تواجه تحديات علمية وأخلاقية، ولم تتحول بعد إلى خدمة طبية متوفّرة، بخلاف زراعة أعضاء أخرى مثل الكلية.
– لم يُعثر على أي تقارير موثوقة تشير إلى تفشّي ظاهرة بيع الخصى مؤخراً بين الشباب السوري أو وجود مراكز تُجري مثل هذه العمليات في حلب أو دمشق أو الحسكة.

خلاصة:

– الادعاء حول تفشي ظاهرة بيع الخصية في سوريا بعد ارتفاع سعر صرف الدولار ووجود مراكز خاصة لإجراء هذه العمليات في دمشق وحلب والحسكة، ملفّق.

– هذا الادعاء يعاد تداوله بشكل متكرّر منذ عام 2020.

– تتفق المصادر الطبية على عدم إمكانية إجراء عمليات لزراعة الخصية وعدم توفر مثل هذه الخدمة عالمياً، بخلاف زراعة أعضاء أخرى.

– تبيّن أن الادعاء، بجميع جوانبه، لا أساس له من الصحّة، لذا صُنِّف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

تكررت منذ عام 2020، على مواقع التواصل الاجتماعي مثل هذه المنشورات التي تدّعي انتشار ظاهرة بيع الأعضاء في سوريا، وخصوصاً الخصية، مع زعم إجرائها في مراكز خاصة مقابل مبالغ مرتفعة بالدولار الأمريكي.

لكن الملاحظ أن مثل هذه المنشورات تنتشر خلال فترات الأزمات الاقتصادية الحادّة أو عند ارتفاع سعر صرف الدولار، حيث تلقى انتشاراً واسعاً وتفاعلاً كبيراً عبر المنصات، وهو ما يُرجَّح أن يكون الدافع الرئيسي لصفحات وحسابات وهمية لترويج مثل هذه الإشاعات.