ما حقيقة أنشودة الأديان التي تُكفِّرُ مكونات دينية في سوريا؟

تداولت صفحات وحسابات عبر منصة فيسبوك، مؤخراً، مقطع فيديو لأنشودة أطفال تحمل عنوان “أنشودة الأديان”، تُكفِّرُ عدد من المكوّنات الدينية السورية، مثل، العلويين، والدروز، والمسيحيين، وتُمجِّدُ التيار السلفي، وزُعِمَ أن مصدرها الأوساط الموالية للحكومة السورية.

تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الفيديو والادعاء، باستخدام محركات البحث و البحث في المصادر المفتوحة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، كما أجرى بحثاً عكسياً عن الصورة، وتبين أن مصدر الفيديو حساب سوري ساخر ناقد للحكومة السورية.

نتائج البحث والتحري:

– يظهر في نهاية الفيديو المتداول أن الأنشودة من تأليف بوهاء أوليويسيف وأن “جميع الحقوق محفوفة.. قناة طيور الجنة 1926”.

– أظهر البحث في فيسبوك باستخدام كلمات مفتاحية مثل “بوهاء أوليويسيف“، عن وجود حساب بهذا الاسم كان قد نشر الأنشودة المتداولة لأول مرة، قبل ثلاثة أيام.

– يَنشُرُ الحساب محتواً ساخراً، يميزه بإضافة حرف “ز” إلى كل كلمة ترد فيه.

– تبين أن حسابات وصفحات أعادت تداول الفيديو دون الإشارة إلى أن مصدره حساب ساخر.

– تبين أن حساب “بوهاء أوليويسيف” أعاد نشر إحدى المشاركات لأنشودته من جانب ناشط مصري، ساخراً من استغلاله للأنشودة للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين من مصر في منشور يقول :” الجيل الجديد من أطفال الأموين الشجره الملعونة #ترحيل_اللاجئين_امن_قومي“.

– لم يكشف الحساب عن الطريقة التي أعَدَّ بها الفيديو على نمط مشهور لأغاني الأطفال، لكن توجد مواقع توفر خدمات مماثلة اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

خلاصة:

– الادعاء أن فيديو أنشودة الأطفال التي تُكفِّر مكونات دينية سورية مصدره الأوساط الموالية للحكومة السورية، غير صحيح.

– الفيديو نشره حساب ساخر باسم “Buhaa’ ul-yuesif – بوهاء أوليويسيف”، لأول مرة قبل ثلاثة أيام.

– لم يكشف الحساب عن كيفية تصميمه للفيديو وفق نمط مشهور لأغاني الأطفال، لكن توجد مواقع إلكترونية توفر خدمة مماثلة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

– تبين أن الادعاء يستند إلى محتوى ساخر، لكنه انتشر على أنه حقيقي، لذا صُنِّفَ ضمن محتوى “ساخر” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

كثيراً ما يعاد تداول المحتوى الساخر، في منصات التواصل الاجتماعي، في غير سياقه الحقيقي، وذلك يعود لأسباب تتعلق إما بصفحات وحسابات وهمية تجيره لإثارة الكراهية أو لنشر التضليل، أو قد يرجع ذلك إلى اختلاف في تفسير المحتوى الذي يعتمد على سخرية مبطنة، فينتشر بشكل خاطئ في سياق مغاير.