هذه التصريحات المنسوبة للمعارض السوري هيثم مناع ملفقة

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، نصاً منسوباً إلى المعارض السوري هيثم مناع، تضمن رواية مطوّلة حول ما وُصِفَ بـ”تطور دراماتيكي خطير في المشهد السوري”.

المنشورات ادعت أن الرئيس السوري أحمد الشرع رفض عرضاً تركياً بتعيين الجنرال مناف طلاس وزيراً للدفاع، واتجه بدلاً من ذلك إلى “الرضوخ لشروط قوات قسد” مقابل منح الكرد والدروز والعلويين حكماً ذاتياً واسعاً ضمن اتفاق جديد لتوحيد القوات تحت اسم “الجيش العربي السوري”.

الادعاء تضمن أيضاً تفاصيل سياسية وعسكرية دقيقة، من بينها أن الشرع خشي من انقلاب محتمل بقيادة طلاس، وأن قوات مكافحة الإرهاب (YAT) في قسد أعلنت استعدادها للانتشار في عموم البلاد، وأن تركيا أبدت غضبها من الطرح الجديد الذي اعتبرته “تنازلاً عن السيادة مقابل البقاء في السلطة”.

كما أشار الادعاء إلى أن شخصية تُدعى مختار التركي (محمد عمر جفشيت)، قائد ما سُمي بـ”فرقة دمشق”، قد تهدد حكم الشرع، محذراً من “أسابيع مصيرية تنتظر السوريين”

الإجراء:

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform صحة الادعاءات، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث ومواقع التواصل ووسائل الإعلام السورية والعربية، ليتبين أن التصريحات المنسوبة إلى مناع، ملفقة.

نتائج البحث والتحري:

– بالعودة إلى حساب هيثم مناع على فيسبوك لم يظهر أي منشور أو تعليق يعود له يتضمن التصريحات المنسوبة له.

– أصدرت اللجنة الإعلامية في الكتلة الوطنية السورية، توضيحاً نفت فيه صحة ما نُسب إلى مناع وهو أحد مؤسسيها من أخبار تتحدث عن “انقلاب سياسي”  وأنها عارية تماماً من الصحة، وأنه لم يُدلِ بأي تصريح أو يكتب أي تعليق إعلامي خلال هذا الشهر.

– لم يُعثر في وسائل الإعلام السورية والعربية، على أي مقابلة متلفزة أو مكتوبة لهيثم مناع تدعم صحة الادعاء.

خلاصة:

–  الادعاء بأن هيثم مناع أدلى بتصريحات حول “تطور دراماتيكي خطير في المشهد السوري”، ملفق.

– أصدرت الكتلة الوطنية السورية التي ينتمي إليها مناع توضيحاً نفت فيه ما نسب إليه. 

– تبين أن جميع جوانب الادعاء لا أساس لها من الصحة، لذا صُنّف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

الخلفية:

تنشتر المعلومات الخاطئة والمضللة في المحتوى السوري عبر منصات التواصل الاجتماعي، بشكل متزايد عقب سقوط النظام السوري السابق، أواخر العام الفائت، ويعود ذلك إلى أسباب ودوافع مختلفة، قد يكون الترويج لشخصيات أو قوى أو أطراف سياسية فاعلة في الساحة السورية أحدها.

وقد عملت مختلف أطراف الصراع على مدى سنوات على إنشاء حسابات وصفحات رديفة لها، تعمل بمثابة ذراع إعلامي، يعمل على تصفية الخصوم رمزياً، عبر تشكيل جبهة افتراضية لا تخضع لضوابط أو معايير، بخلاف وسائل الإعلام التقليدية.