هذه الصورة ليست “للقاضية” نيروز حسو في عفرين والدعوات لمحسابتها تحمل خطاب كراهية

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، صورة لفتاة تحمل علم كردستان، وادعت أنها لقاضية كردية اسمها نيروز حسو، في محكمة جنايات عفرين، التابعة للمعارضة السورية، لكن البحث أظهر خلاف ذلك.

وحملت حسابات أخرى القاضية مسؤولية صدور قرارات من محكمة جنايات عفرين، بإخلاء منازل مستولى عليها وإعادتها لأصحابها، واتهمتها بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، كما دعت حسابات ومنشورات إلى قتلها صراحة.

تحرى فريق True Platform حقيقة الأمر، وأجرى بحثاً عكسياً عن الصورة وبحثاً عبر فيسبوك، وغوغل، وتوصل إلى مجموعة نقاط:

الصورة المتداولة مع المنشورات هي لفتاة كردية اسمها رشا محمد من مدينة القامشلي، التقطت أثناء الاحتفال بيوم الزي الكردي عام 2019 من قبل مصور الوكالة الفرنسية، دليل سليمان.

تقاطعت مصادر حقوقية مع أخرى سياسية معارضة أن السيدة نيروز حسو، تعمل في النيابة العامة بمحكمة عفرين، وإصدار هكذا أحكام ليس من اختصاصها.

تؤكد تحقيقات صحفية لوسائل إعلام سورية، كما تقارير حقوقية لمنظمات سورية ودولية، أن تركيا تتحكم بمنطقة عفرين، بما فيها من مؤسسات مدنية وفصائل عسكرية.

وثقت منظمات حقوقية دولية وسورية، وتقارير صحفية، حدوث انتهاكات واسعة النطاق من قبل فصائل الجيش الوطني، منذ سيطرتها على عفرين عام 2018، شملت الاستيلاء على ممتلكات، في ظل تجاهل تركي للدعوات المطالبة بوضع حد لانتهاكات الفصائل.

أصدرت محكمة جنايات عفرين، أحكاماً بإخلاء عشرات المنازل، وإعادتها لأصحابها، بعد صدور تقارير حقوقية حمّلت تركيا، وفصائل المعارضة السورية، المسؤولية عن ارتكاب انتهاكات واسعة ضد سكانها الأكراد.

بدأت دعوات محاسبة السيدة نيروز حسو، على خلفية اتهامها بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، ومسؤولية إصدار  قرارات الإخلاء، خلال الاحتجاجات الرافضة للقرار من جانب العوائل السورية، المتحدرة من مناطق أخرى، والمقيمة في تلك المنازل بعفرين.

تضمنت هذه المنشورات تحريضاً على العنف ضدها، ودعوات لقتلها، وذلك من خلال التركيز على انتمائها الكردي، ما أوحى وكأن القرارات صدرت في سياق صراع كردي عربي، ما أجج الشارع، وساهم في إيقاف تنفيذ قرارات إخلاء المنازل.

في النتيجة:

-الصورة المتداولة على أنها للسيدة نيروز حسو، العاملة في نيابة محكمة عفرين، مضللة، وهي لفتاة اسمها رشا عبد الرحمن محمد، تعيش في القامشلي، والتقط صورتها دليل سليمان، مصور الوكالة الفرنسية عام 2019.

-تستند الدعوات إلى محاسبة نيروز حسو، على معلومات مضللة وخاطئة، بعد صدور قرارات إخلاء المنازل المستولى عليها.

-هناك حملة ممنهجة ضد نيروز حسو، تتضمن تحريضاً على العنف والقتل، في سياق عام يسوده الفلتان الأمني، مع توافر إمكانية أن يتحول هذا التحريض إلى فعل يهدد حياة وسلامة السيدة وعائلتها، لذا تعد هذه الدعوات ضرباً من خطاب الكراهية، وفق المعايير التي تعتمدها منصة True Platform.