تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، مقطع فيديو، وقالت إنه لمغنٍ شعبي تركي، شبّه اللاجئين السوريين بالخراف، وإن انتقادات طالته من ناشطين أتراك بسبب لغته التحريضية.
يظهر الفيديو المترجم إلى العربية، المغني وهو يتوجه للجمهور بالقول: “يا ابن العم، إذا ما دخل خروف إلى حقولكم، تقومون بإطلاق النار على صاحبه، لكن أن يدخل في اليوم ما يقارب العشرة آلاف أو 100 ألف سوري، تبقون صامتين”.
وفي الفيديو ذاته، يردد المغني: “تعالوا أسمعكم ما أقوله عن هذه الحال”، من ثم يغني:” أليس هذا عمل جميل؟، أن يقاتل الأتراك، بينما يبقون مرتاحين، هل يجوز؟، أن يذهب إخوتي إلى القتال بمدينة الباب، فيما يتنعم السوريون بحياتهم… أنا لا أملك في بيتي ما آكله أو ارتديه، وليس لدي نية لمعاداة أحد، ها قد أصبحت يتيماً في وطني، هكذا يحلو لهم، هل يجوز؟”.
ونشرت مواقع وحسابات تركية خبراً حول المقطع، ورد فيه أن الأغنية الجديدة للمغني التركي خليل دالياك، أثارت غضباً واسعاً بين السوريين، وعدداً كبيراً من الأتراك، وأنها تتضمن معلومات كاذبة سبق للحكومة، أن فندتها مراراً في ردها على أحزاب المعارضة وسياسيين”.
لكن البحث والتحليل أظهر أنه إضافة إلى استخدام المغني خطاب كراهية ضد السوريين، فإن العديد من المعلومات أغفلت حول المقطع والأغنية والمغني، بينما انتشرت أخرى مضللة.
أجرى فريق True Platform بحثاً عبر غوغل وفيسبوك ويوتيوب وإكس، كما أجرى تحليلاً لمضمون الأغنية، وتوصل إلى النقاط التالية.
-المقطع المتداول والمترجم، نشرته أولاً صفحة عامة على فيسبوك باسم كوزال.
-الخبر المتداول عن المقطع، نشره أولاً، موقع (تركيا اليوم TURKEY TODAY) تحت عنوان “دعوات واسعة لاعتقال مغني تركي بعد أغنية مسيئة للسوريين”.
-أظهر البحث أن المغني سبق أن أدى الأغنية عدة مرات، خلال فعاليات فنية وثقافية، وأن أقدم تداول للأغنية، يعود إلى أكثر من عام ونصف، تحديداً في شباط/فبراير 2023.
-أظهر البحث أن المقطع الأصلي مدته (06:55 دقيقة) ونشر بتاريخ 2 آب/أغسطس الجاري، عبر حساب اسمه (Afşin Postası)، حيث يتضح أن المقطع تم تصوير خلال مشاركة عدد من المغنيين الشعبيين، في حفل زفاف نجل مغن شعبي آخر من بلدة أفاشين التابعة لولاية مرعش.
-المقطع المتداول هو جزء من الأغنية التي تتحدث عن المقارنة بين حال الأتراك أصحاب الأرض، وبين حال السوريين اللاجئين في تركيا، وهي توحي وكأن السبب في هذا التمييز المفترض سياسات الحكومة التركية.
-لم تشر المواقع أو الحسابات التركية إلى أن المقطع السابق انتشر ولاقى تفاعلاً واسع النطاق على صفحات وحسابات تركية مؤخراً، وما يشكله ذلك من تحريض ضد اللاجئين السوريين.
-أدت مشاركة سياسيين أتراك معروفين بخطابهم العنصري، كرئيس حزب النصر أوميت أوزداغ، للمقطع على حساباتهم الرسمية، إلى زيادة انتشاره وزيادة التحريض ضد اللاجئين.
-لم تشر المواقع والحسابات التي تناولت المقطع بالنقد إلى أن المغني خليل دالياك، هو أحد أكثر المغنيين الشعبيين شهرة، ويلقب بـ”أصغر” مغني شعبي في تركيا، وهو من مواليد عام 2002 وينحدر من ولاية قيصري التي شهدت أعمال عنف ضد اللاجئين السوريين مؤخراً.
-لا يدعم البحث وجود أيّ إجراءات رسمية لا سابقة أو حديثة، داعية إلى محاسبة خليل دالياك، رغم أن القوانين التركية، تحظر نشر دعوات الكراهية والعنصرية.
في النتيجة :
-الادعاء بأن الأغنية المتداولة جديدة، مضلل.
-إغفال معلومات هامة حول السياق، وما حظي به فيديو الأغنية من تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ساهم في عملية التضليل.
-بالنظر إلى شهرة المغني وقدرته على التأثير في الجمهور، وانتشار الأغنية على نطاق واسع، وانحداره من منطقة سبق أن شهدت أعمال عنف ضد اللاجئين السوريين، يزيد من إمكانية تعرض اللاجئين السوريين، للعنف في تركيا. بالتالي يمكن تصنيف الأغنية والجزء المتداول منها، خطاب كراهية ضد اللاجئين السوريين، وفق المعايير التي تتبناها True Platform.
هذه المادة بالتعاون مع موقع 963+ في إطار مذكرة تفاهم حول مكافحة الأخبار المضللة، وخطاب الكراهية.