هل هناك خطة لزيادة رواتب العاملين في القطاع العام في سوريا إلى أكثر من مليوني ليرة خلال الفترة المقبلة؟

تداولت مواقع إعلامية سورية، وصفحات وحسابات على موقع فيسبوك، مؤخراً، أنباءً عن وجود مقترح جديد لرفع رواتب الموظفين في المؤسسات الحكومية في سوريا إلى أكثر من مليوني ليرة، على أن يتم تطبيقه خلال الفترة المقبلة وفق خطة مدروسة، لكن البحث أظهر خلاف ذلك.

أجرى فريق True Platform  بحثاً عبر غوغل وفيسبوك وإكس، وأجرى تحليلاً لمضمون الخبر، وتوصل إلى النتائج التالية:

– أظهر البحث أن العديد من الحسابات والصفحات، نسبت مصدر الخبر إلى موقع هاشتاغ السوري.

– أظهر البحث أن الموقع الإلكتروني لـ “هاشتاغ” لم ينشر أي خبر، بينما نشر حسابه على إكس جملة واحدة في 14 آب /أغسطس الجاري.

– أظهر البحث أن حساب فيسبوك باسم هاشتاغ غير مرتبط بموقعه الإلكتروني، نشر الخبر المتداول في 14 آب / أغسطس الجاري.

– أظهر البحث أن موقعاً آخر باسم طيف بوست، نشر خبراً مماثلاً بتفاصيل إضافية في ـ10 آب /أغسطس الجاري.

– من الملاحظ أن الخبر المتداول بجميع صيغه، يستند إلى مصادر اقتصادية مجهولة، كما أنه لا يذكر الجهة أو المؤسسة الحكومية صاحبة المقترح، أو الجهة والمؤسسة المعنية بمناقشته، ومتى وأين تم تقديمه.

– من الملاحظ أن الخبر المتداول على حساب فيسبوك باسم هاشتاغ، وهو الأكثر تداولاً، يتحدث في عنوان المنشور عن مقترح، ولكنه في المتن يشير إلى “دراسة قيد النقاش تتضمن زيادة الرواتب بشكل تدريجي بحيث لا تتأثر الموازنة العامة للدولة“.

– من الملاحظ أن الخبر المتداول على حساب باسم هاشتاغ، يذكر زيادة الرواتب بداية، ولكنه يذكر لاحقاً أن “هذه الزيادات في الفترة المقبلة وفق خطة “مدروسة” وفقاً للمصادر”.

– من الملاحظ أن “الفترة المقبلة”، عبارة لا تتضمن تحديداً زمنياً دقيقاً لتوقيت ومدة تطبيق المقترح المفترض.

– في الخبر الذي نشره موقع “طيف بوست”، وهو الأقدم، نلاحظ أنه  يستند أيضاً لمصادر مجهولة تقول بـ “وجود دراسة جديدة تتضمن إمكانية رفع الرواتب لأكثر من مليوني ليرة خلال الفترة المقبلة”، ولكن يتحدث عن مقترح جديد لرفع الرواتب مقابل إيقاف الدعم والإعانة للموظف.

– في خبر “طيف بوست”، نجد أن “الدراسة والمقترح المقدم يتضمن خطة تنفيذ لرفع الرواتب”، على مدى ثلاث سنوات بحيث يتم رفع الرواتب والأجور في السنة الأولى بمبلغ 700 ألف وفي الثانية إلى مبلغ مليون و400 ألف وفي الثالثة إلى مليونين و200  لكن بشرط أن لا تترافق الزيادات بتأثيرات سلبية على الموازنة العامة.

– أظهر البحث أن موقع طيف بوست، استند بشكل متكرر في نشر أخبار اقتصادية حساسة على مصادر مجهولة.

– لا يدعم البحث وجود أخبار مماثلة على وسائل إعلام متخصصة أو  رسمية.

– أظهر البحث أن خبيراً اقتصادياً سورياً، يقيم في مناطق الحكومة السورية، قال: “إن مصادر تمويل زيادة رواتب القطاع العام في سوريا خلال الـ12 سنة الماضية لم تعد صالحة لتمويل أي زيادة جديدة،(….) ولن يكون هناك أي زيادة لأنها وصلت للسقف الأكثر قسوة”.

– أوضح الخبير في منشور على حسابه في موقع “فيسبوك”، أن الحكومة كانت تعتمد بشكل رئيسي على رفع أسعار المحروقات والتي وصلت اليوم إلى سعر أعلى من العالمي، بالإضافة إلى الضرائب والرسوم وأسعار الكهرباء والتي أصبحت الأعلى على مستوى العالم ووصلت إلى مرحلة جعلت الصناعيين والتجار يفرون مع رأس المال بالدولار للخارج”.

– أظهر البحث أن شائعات حول زيادة رواتب الموظفين إلى مليون ليرة سورية، انتشرت قبل شهرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مسؤولين حكوميين نفوها لاحقاً.

– سبق لفريق True Platform أن نفى ادعاءات حول احتمالية حدوث انفراجات جنونية في سوريا من بينها زيادة في رواتب الموظفين بنسبة 300 بالمئة.

في النتيجة:

– الادعاء بوجود مقترح لزيادة رواتب الموظفين خلال الفترة المقبلة، ادعاء مشكوك فيه.

– الادعاء بإمكانية زيادة رواتب العاملين إلى أكثر من مليوني ليرة خلال الفترة المقبلة، دون توضيح المدة الزمنية والتفاصيل التي يفرضها نشر الخبر بشكل مهني، ساهم في تضليل المتلقي.