تداولت صفحات وحسابات على موقع فيسبوك، مؤخراً، مقطع فيديو لمقدم نشرات الأخبار في قناة روداوو الكردية، دلبخوين دارا، وهو يتحدث عن رفض مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي السابق، للحوار بين الأطراف الكردية السورية، لكن البحث أظهر خلاف ذلك.
وأرفقت غالبية الحسابات المقطع مع منشور ادعت فيه، أن قناة روداوو كشفت “حقيقة المجلس الوطني الكردي، وارتباطه بالاحتلال التركي ورفضه للحوار الكردي – الكردي”.
ونقلت وسائل إعلام كردية وسورية وعربية، منذ أيار/ مايو الفائت، أنباء حول مساعي أمريكية لإعادة تفعيل الحوار الكردي – الكردي، المتعثر منذ عام 2020، بين المجلس الوطني الكردي المنضوي ضمن الائتلاف السوري المعارض من جهة، وبين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، الداعمة للإدارة الذاتية من جهة ثانية.
وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية قوله إنه من المحتمل استئناف الحوار الكردي-الكردي خلال شهر آب/ أغسطس الجاري.
تحرى فريق True Platform حقيقة الأمر وأجرى بحثاً عبر غوغل وفيسبوك وعاد إلى حسابات رسمية، وتوصل إلى النقاط التالية:
-أظهر البحث أن وزير الخارجية التركي الحالي هو هاكان فيدان وقد تسلم حقيبة الخارجية من سلفه مولود جاويش أوغلو عقب انتخابات الرئاسة التركية التي أجريت في أيار/ مايو 2023.
-أظهر البحث أن المقطع المتداول مجتزأ من نشرة قناة روداوو، بتاريخ 16 أيار/مايو 2020.
– أظهر البحث أن العديد من الحسابات والصفحات، والتي يتابع بعضها عشرات الآلاف، نقلت مؤخراً، مجموعة تصريحات مختلفة منسوبة، لسكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد إسماعيل، تدعي رفضه للحوار الكردي الكردي، لأسباب تتعلق بـ”معاداة حزب الاتحاد الديمقراطي لتركيا”، وبسبب “خلافاتهم السياسية الكبيرة معه”، وأيضاً بسبب “رفضهم للمناهج الدراسية المؤدلجة للإدارة الذاتية”.
-لا يدعم البحث وجود تصريحات مماثلة على حساب “محمد إسماعيل” على فيسبوك، أو حسابات الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، أو في وسائل الإعلام المحسوبة على المجلس الوطني الكردي.
-أظهر البحث تداول نشطاء وصحفيين، تصريحات لقيادات من المجلس الوطني الكردي وأحزابه، تدعي رفضهم للحوار الكردي-الكردي، لكن تبين أنها مجتزأة من سياقها أو ملفقة.
– رصد فريق True Platform عشرات المنشورات بمضامين تدعي رفض المجلس الوطني الكردي للحوار، كما تداولتها حسابات وصفحات يتابع بعضها عشرات الآلاف.
-سبق لغالبية هذه الحسابات والصفحات أن نشرت معلومات مضللة.
في النتيجة:
الفيديو المتداول لمقدم نشرات فضائية روداوو الكردية، دلبخوين دارا، والذي يتحدث فيه عن اعتراض وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على الحوار الكردي- الكردي، قديم ويعود لعام 2020.
الادعاء بأن الفيديو المنشور لمقدم نشرات فضائية روداوو الكردية، دلبخوين دارا، يكشف حقيقة موقف المجلس الوطني الكردي، من الحوار الكردي-الكردي، ادعاء مضلل.
تزامن الفيديو مع منشورات مفبركة وأخرى مجتزأة من سياقها، حول رفض المجلس الوطني، للحوار الكردي الكردي، يوحي بوجود حملة منسقة هدفها التضليل.