من المسؤول عن تضليل المتلقي حول مشروع إنشاء دار للسينما في عامودا؟ 

أعلن المجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة، التابع للإدارة الذاتية، مؤخراً، إطلاق مشروع إنشاء دار سينما في مدينة عامودا، شمال شرقي سوريا، بتكلفة  346.326 ألف دولار، وذلك تكريماً لأرواح ضحايا حريق سينما عامودا الذي وقع عام 1960.

ولاقى الإعلان انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وجد البعض أن المنطقة لا تزال تفتقد للخدمات الأساسية، فيما أشار آخرون إلى أن الإدارة الذاتية، سبق أن أعلنت عن عجز مالي في ميزانيتها.

في السياق أوردت إذاعة آرتا المحلية، ضمن خبر أن المشروع ممول من جهات أوروبية، بينما كتب مديرها، الصحفي سيروان حاج بركو، عدة منشورات حول المشروع على صفحته، ذكر فيها أن التمويل مصدره مجموعة من الألمان المهتمين بالسينما، كما نشر رابط تقرير ألماني عن المشروع.

أجرى فريق True Platform بحثاً عبر فيسبوك وغوغل وتوصل إلى النقاط التالية:

نتائج البحث:

– أظهر البحث أن بيريفان عمر، نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الإدارة المحلية في إقليم الجزيرة للإدارة الذاتية، صرحت بعد مرور أكثر من 24 ساعة على إعلان المشروع، أنه بدأ بمبادرة من مؤسسة “كومين فيلم روجآفا” وبمساعدة من مؤسسات تعمل في المجال الفني، وأن هذه المساعدة كانت مخصصة لتنفيذ مشروع بناء دار للسينما، ولا يمكن تحويله إلى مشاريع أكثر أولوية للمنطقة.

– أظهر البحث أن “عمر” عادت وصرحت لقناة روجآفا (القناة الرسمية للإدارة الذاتية)، بأن “فكرة المشروع تعود لفترة زمنية طويلة(…) وأنهم يعتبرون الجهة المنفذة (…) فيما الممولون ومقدمو الدعم هم من خارج المنطقة، وهي مؤسسات، وجهات عاملة في المجال الفني، وأن التمويل ليس من ميزانية الإدارة الذاتية”.

– أظهر البحث أن صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية، سبق لها أن نشرت تقريراً تحت عنوان سينما لروجآفا في حزيران/يونيو 2017، كما نشرت في آب/أغسطس 2018 حديثاً، تحت العنوان ذاته، مع طبيب ألماني باسم نيلز فون هنتيج، كأحد المشاركين في تأسيس مبادرة إنشاء سينما في روج آفا.

– أوضح الطبيب الألماني نيلز فون هنتيج خلال حديثه عام 2018، أن فكرة المشروع تعود للصحفي الكردي درويش جيمن، وهو صحفي ينحدر من تركيا، وأن الداعمين للمشروع هم “المخرج كارمن كاستيلو والمخرج كين لوتش وكاتب السيناريو أوندر تشاكار”. إلى جانب العديد من الداعمين من ألمانيا الذين “يعملون في صناعة السينما أو كصحفيين أو في قطاع المسرح”.

– الطبيب الألماني أشار خلال حديثه للجريدة حينها، إلى أنهم يخططون لبدء حملة تمويل جماعية “وإذا ما سارت الأمور على مايرام فسيبدأ المشروع في عام 2019”.

– أشار الطبيب خلال حديثه حينها إلى عقبات تتعلق بكيفية توثيق صرف الأموال في سوريا، من قبل السلطات المحلية، وبشكل يتوافق مع القوانين الألمانية.

– ورد على لسان الطبيب في تقرير الجريدة الصادر عام 2017، أن المبادرة المدعومة من جمعية فرانكفورت، كانت تخطط لبدء حملة تمويل جماعي لجمع الأموال من أجل البناء في أيلول/سبتمبر 2017، كما توقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في ربيع عام 2018″ وهو ما يشير إلى حدوث تأخير عدة مرات في جمع الأموال اللازمة لتنفيذ المشروع.

 -أظهر البحث أن العديد من الحسابات والصفحات العامة على فيسبوك، إضافة إلى وسائل إعلام مقربة من الإدارة الذاتية، نشرت خبر المشروع في سياق ترويجي، دون الكشف عن الجهة الممولة للمشروع، رغم حملة الانتقادات الواسعة للمشروع.

– أوحت تغطية العديد من وسائل الإعلام المحلية المقربة من الإدارة الذاتية للمشروع، وكأنه ممول من ميزانية الإدارة الذاتية، التي تعتمد في جزء منها على الضرائب، وهو ما ساهم في ظهور موجة انتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

خلاصة النتائج:

– الادعاء بأن الإدارة الذاتية هي الجهة الممولة لمشروع تأسيس دار سينما في عامودا، ادعاء مضلل.

– تأخر الجهات الرسمية في الإدارة الذاتية في الكشف عن الجهة الممولة للمشروع يحملها مسؤولية تضليل المتلقي.

– ساهمت تغطية وسائل إعلام مقربة من الإدارة الذاتية  للمشروع، في تضليل المتلقي.