سياسي تركي يستخدم معلومات مضللة للتحريض ضد اللاجئين في بلاده

نقلت مواقع وصفحات وحسابات تركية على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات على لسان رئيس حزب الظفر التركي المعارض، أوميت أوزداغ، يتحدث فيها عن وجود 13 مليون لاجئ ومهاجر غير شرعي في بلاده، وحملهم مسؤولية ارتفاع الأسعار.  لكن البحث أظهر أنه ساق ادعاءات مضللة، واستخدم خطاب قد يساهم على العنف أو الكراهية أو التمييز ضد اللاجئين.

ووردت في ادعاءات لـ”أوزداغ” أن “متوسط عدد ولادات المرأة الأجنبية في تركيا هو 5.3 مولودًا. لو بقوا في تركيا سيكون عددهم 21 مليوناً في عام 2040″، وقال أيضاً “لن تحل أي مشكلة في تركيا دون حل مشكلة اللاجئين”.

أجرى فريق True Platform بحثاً عبر غوغل وفيسبوك وإكس،  وحلل مضمون التصريحات وتوصل إلى مجموعة نقاط.

نتائج البحث

– أظهر البحث أن أوزداغ أطلق تصريحاته تلك خلال لقاء  مطول مع فضائية “Gerçek Gündem TV ”  في 11 أيلول/سبتمبر الجاري. 

– لم يستند أوزداغ في ادعاءاته بشأن عدد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى أي مصادر معروفة، كما لا يدعم البحث عبر المصادر المفتوحة هذه التقديرات.

– هناك فارق كبير بين الأرقام التي ذكرها السياسي التركي والأرقام المنشورة عن عدد اللاجئين من قبل المؤسسات التركية الرسمية أو من قبل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

– أظهر البحث أن  إجمالي عدد الأجانب المسجلين في تركيا يبلغ 4 ملايين و990 ألف و663 شخص وفق البيانات الرسمية التي أعلنتها مديرية إدارة الهجرة، والتي تتطابق مع بيانات الأمم المتحدة.

– أظهر البحث أن رئاسة مركز أبحاث اللجوء والهجرة التركي تقدر عدد الأجانب غير المسجلين في تركيا بأعداد تتراوح بين 300 ألف إلى 2 مليون.

– أظهر البحث أن تقديرات مركز أبحاث اللجوء والهجرة التركي حول  عدد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين معاً، يتراوح في أعلى تقديراته بين 7 إلى 8 مليون شخص.

– أظهر البحث ارتفاع نسبة المغادرين للأراضي التركية عام 2023، بمقدار 53 بالمئة مقارنة بالعام السابق غالبيتهم من المواطنين الأتراك. فيما يأتي السوريون في الدرجة الثانية.

– أظهر البحث انخفاض عدد المهاجرين القادمين إلى تركيا خلال 2023، بنسبة 35.9 بالمئة مقارنة بالعام الذي سبقه بحسب بيانات مركز الإحصاء التركي.

– أظهر البحث أن أوزداغ سبق أن أطلق تصريحات  خلال آب/أغسطس الفائت، تحدث فيها عن وجود 7 مليون سوري و 13 مليون أجنبي في تركيا، بينما ادعى في تصريحات خلال تموز/يوليو الفائت، وجود 13 مليون أجنبي في تركيا بينهم 5 ملايين لاجئ سوري.

– لا يستند ادعاء أوزداغ حول اتهام اللاجئين، الذين يشكل السوريون النسبة الأكبر بينهم، بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار إلى أي مصادر معروفة أو متخصصة.

– استخدم السياسي التركي لغة غير علمية وخطاباً شعبوياً مثيراً في الإشارة إلى ارتفاع الأسعار.

– أظهر البحث أن 5.3 هو  معدل الخصوبة العام للنساء السوريات المهاجرات في تركيا وفقاً لتقرير معهد الدراسات السكانية والصحة التابع لجامعة هاجيتبه التركية لعام 2018، والذي يعد أبحاث دورية عن السكان والصحة كل خمس سنوات.

– أظهر البحث انخفاض مواليد السوريين منذ العام 2021 بشكل متتالي.

– ادعاء السياسي التركي المعروف بمعاداته للاجئين، بأن “لا حل لأي مشكلة في تركيا دون حل مشكلة اللاجئين”.  شكل من أشكال التلاعب السياسي هدفه تحقيق مكاسب سياسية عبر إلقاء اللوم على فئة مستضعفة مثل اللاجئين والمهاجرين وتحميلهم مشكلات بلد بأكمله، وعادة ما توصف المنظمات المتخصصة بمواجهة خطاب الكراهية،  هذه الممارسة التي يقدم عليها سياسيون، بسياسة “البحث عن كبش فداء”.

– سبق للسياسي التركي المعروف بمعاداته للاجئين، أن أطلق تصريحات مضللة كما استخدم خطاب كراهية ضد اللاجئين والمهاجرين، السوريين منهم على وجه الخصوص.

– أظهر البحث أن تحقيقات صحفية أكدت تزايد مشاعر العداء  في تركيا، تجاه اللاجئين عموماً والسوريين خصوصاً بعد عام 2017.

– بالاستناد إلى مكانة السياسي وانتشار الخطاب عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتوافر سياق يساعد على تحقيق التحريض، خصوصاً وأن حوادث عنف جرت ضد اللاجئين السوريين، في ولاية قيصري وغيرها قبل أشهر وإدراك السياسي لنتائج تحريضه، إضافة إلى استخدامه لغة تحريضية على العداء والتمييز، مع احتمالية إلحاق الضرر باللاجئين. يمكن تصنيف تصريحات السياسي التركي بخطاب كراهية مستند على معلومات مضللة. 

خلاصة البحث وتحليل المضمون

– ادعاء رئيس حزب الظفر التركي المعارض، أوميت أوزداغ، بوجود 13 مليون لاجئ ومهاجر غير شرعي في تركيا، ادعاء مضلل.

– ادعاء أوزداغ  أن “متوسط عدد ولادات المرأة الأجنبية في تركيا هو 5.3 مولوداً” يستند إلى أرقام تعود لعام 2018.

– تحميل اللاجئين مسؤولية ارتفاع الأسعار، والتضخم في تركيا، واعتبار ترحيل اللاجئين الحل لجميع مشكلات تركيا، يندرج في إطار التلاعب السياسي، وهو أحد أشكال خطاب الكراهية الذي قد يتسبب بالعنف أو العداء أو التمييز ضد اللاجئين في تركيا.