تداولت مواقع وصفحات وحسابات تركية على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، أخباراً ادعت أن منفذي هجوم أنقرة الأخير تسللا من سوريا إلى الأراضي التركية باستخدام باراموتور شراعي، لكن البحث الذي أجراه فريق True Platform في فيسبوك وإكس وغوغل أظهر خلاف ذلك.
وأوردت مواقع وحسابات تركية، تفاصيل إضافية حول أن أحد المهاجمين(الشاب) انضم لحزب العمال الكردستاني في عمر الرابعة عشرة، وأنه كان في القامشلي مؤخراً، ومن المتوقع أن يكون قد تلقى تدريبات على يد الوحدات الخاصة في الحزب.
نتائج البحث
– أظهر البحث أن جميع المواقع والصفحات والحسابات التركية، التي تداولت الادعاءات في 24 تشرين الأول/أكتوبر الجاري نسبتها إلى مصادر أمنية واستخبارية، فيما استندت غالبيتها إلى صحيفة صباح التركية كمصدر للخبر.
– أظهر البحث أن صحيفة صباح نشرت خبراً في 24 تشرين الأول/أكتوبر الجاري حول الهجوم استندت فيه إلى معلومات قالها مراسل صحيفة A HABER مراد سيكبان في بث مباشر، ولم يرد في خبرها أن المهاجمين تسللا من سوريا عبر باراموتور.
– أظهر البحث أن صحيفة صباح أجرت تحديثاً لخبرها بعد مرور نحو ساعة من نشره، ولم يستطع فريقنا التحقق مما إذا كانت الصحيفة قد أجرت حذفاً لبعض المعلومات من خبرها؟
-أوردت الصحيفة في خبرها أيضاً أن أحد المهاجمين(الشاب) كان آخر مرة في القامشلي (دون تحديد التاريخ)، ولم يدخل تركيا منذ انضمامه إلى حزب العمال الكردستاني، وأن كلا المهاجمين دخلا البلاد قبل يوم أو يومين من الهجوم.
– أظهر البحث أن صحيفة A HABER لم تذكر في أخبارها ما نسب إلى مراسلها، لكنها أوردت في خبر مماثل أن المهاجمين تلقيا تدريبات في جبل كاري بإقليم كردستان العراق، وأن أمر الهجوم جاء من مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني مكونة من سبعة أفراد وتعرف بـ”قيادة إدارة الإرسال الشمالية”.
-وتبدو الرواية المتداولة والمنسوبة إلى مصادر أمنية مجهولة، ركيكة وناقصة، فهي لا تورد أدلة، كما أن التفاصيل حول كيفية دخوله المهاجمين من سوريا وانتقالهما إلى أنقرة، غير واضحة.
– أظهر البحث أن وسائل إعلام وحسابات تركية كانت قد نشرت بشكل مضلل خلال الهجوم أنباءً عن وجود ثلاثة مهاجمين، وحدوث عملية احتجاز رهائن، وهو ما نفاه وزير الداخلية التركي.
– لا يدعم البحث وجود أخبار مماثلة في وسائل إعلام تركية رسمية أو عربية أو دولية.
-أظهر البحث أن العديد من المواقع والحسابات استخدمت مع ادعاءها، صورة لهجوم مقاتلي القسام على مواقع إسرائيلية في محيط قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
– أظهر البحث أن وسائل إعلام تركية سبق أن نشرت أخباراً حول استخدام مقاتلين من حزب العمال الكردستاني للباراموتور للانتقال من منبج السورية إلى منطقة أمانوس الجبلية على الطرف التركي، ومن العراق إلى تركيا.
– أظهر البحث أن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، قال في تصريحات سابقة بعد هجوم على مبنى وزارة الداخلية في أنقرة مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2023 أن “هناك مؤشرات تدل على أن الإرهابيين وصلوا بطائرة شراعية، ولا يوجد على الأرض أي أثر لعبورهم الحدود”، لكن الجهات الرسمية التركية لم تقدم أدلة جازمة حول ادعاءاتها لاحقاً.
– أظهر البحث أن الرئيس التركي أدلى بتصريحات بعد عودته من قمة بريكس، الجمعة الفائت، قال فيها إن منفذي الهجوم تسللا من سوريا إلى تركيا، دون ذكر تفاصيل إضافية.
خلاصة النتائج
– الادعاء بأن منفذي هجوم أنقرة الأخير تسللا من سوريا إلى تركيا بواسطة باراموتور، ادعاء مضلل.
– الادعاء بأن صحيفة صباح التركية نشرت خبراً حول تسلل منفذي الهجوم من سوريا إلى تركيا بواسطة باراموتور، مشكوك فيه.
خلفية:
انتشر هذا الخبر المضلل بعد هجوم تبناه حزب العمال الكردستاني على مقر شركة صناعات الطيران والدفاع التركية (توساش) في أنقرة يوم الأربعاء الماضي.
ومنذ هجوم أنقرة تواصل المسيرات والمدفعية التركية قصف مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأعلن المركز الإعلامي لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) أن تركيا نفذت حتى الآن “685 هجوماً على أهداف مدنية وعسكرية”.
وبحسب الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا فإن الهجمات أسفرت عن “مقتل 14 شخصاً وإصابة 40 إضافة إلى استهداف المنشآت النفطية والكهربائية التي خلفت خسائر مادية وعمقت الأزمة الإنسانية”.
يذكر أن تركيا شهدت عامي 2022 و2023 على التوالي وفي مثل هذه الأوقات من السنة تفجيرات مماثلة، فيما ادعت مؤسساتها الأمنية وقياداتها السياسية أن المهاجمين تسللوا من سوريا.