نشر حساب الجزيرة – تركيا على فيسبوك، مؤخراً، خبراً مفاده أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قالت إنهم ينسقون بشكل جيد مع تركيا فيما يتعلق باستهداف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، لكن البحث الذي أجراه فريق True Platform عبر فيس بوك، والعودة إلى حسابات رسمية أمريكية، أظهر خلاف ذلك.
ونقل حساب الجزيرة – تركيا على لسان وزارة الدفاع الأمريكية: “هناك تنسيقاً وتواصلاً جيداً مع تركيا فيما يتعلق بالعمليات التي نفذتها القوات التركية ضد أهداف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا في أعقاب الهجوم الإرهابي على شركة صناعات الطيران التركية توساش. الولايات المتحدة تدرك مجدداً المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا”.
نتائج البحث
– أظهر البحث عبر غوغل أن وكالة الأناضول نشرت خبراً حول المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، ولم يرد فيه اسم وحدات حماية الشعب، بل ذكر الخبر أن المتحدث قال إن الولايات المتحدة “تدرك مجدداً المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا” عقب الهجوم الإرهابي الأخير على “توساش” في أنقرة، وأنها تعد “ب ك ك تنظيماً إرهابياً”.
– بالعودة إلى التصريح الرسمي، يقول المتحدث باسم البنتاغون: “التنسيق مع تركيا يهدف إلى منع حدوث أي إصابات في صفوف المدنيين، ومنع أي خطر على القواعد الأمريكية التي مهمتها هزيمة داعش”، لكنه لم يشر إلى دعم استهدافات محددة ضد وحدات حماية الشعب.
– أظهر البحث أن الولايات المتحدة سبق أن أبدت دعمها للعمليات التركية في شمال وشرق سوريا، فيما يتعلق باستهداف عناصر وقيادات من حزب العمال الكردستاني في المنطقة.
– أظهر البحث أن الموقف الأمريكي في التصريحات الرسمية تجاه العمليات العسكرية التركية التي استهدفت سابقاً مناطق من شمال شرقي سوريا، كان يركز على أن لا يكون لهذه الهجمات تأثير على جهود مواجهة تنظيم الدولة داعش، وهو موقف يتكرر منذ سنوات.
خلاصة النتائج
– الإدعاء بأن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن الولايات المتحدة تنسق مع تركيا في الاستهدافات ضد وحدات حماية الشعب، هو ادعاء مضلل.
– الصحيح أن المتحدث باسم البنتاغون وصف حزب العمال الكردستاني بأنه تنظيم إرهابي، وأن واشنطن تدرك مخاوف أنقرة الأمنية.
خلفية
تتبنى أنقرة سياسة حادة تجاه وحدات حماية الشعب الكردية، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكلت في شمال شرقي سوريا في 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، بدعم من قوات التحالف الدولي ضد داعش، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعد أنقرة هذه القوات ذراعاً لحزب العمال الكردستاني، وتتبنى الوسائل الإعلامية الرسمية التركية هذا التوجه بطبيعة الحال.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مقاربة خاصة إزاء الأمر، إذ تفرّق بين قوات سوريا الديمقراطية وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب، وهي القوات الشريكة الأساسية للتحالف الدولي في سوريا، وبين حزب العمال الكردستاني المدرج في قوائم الإرهاب في واشنطن.
وتصر وسائل الإعلام التركية الرسمية في معظم تغطياتها حول قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب على ذكر اسمها مرفقاً باسم حزب العمال الكردستاني.
لكن في خبر وكالة الأناضول حول تصريحات البنتاغون الأخيرة لم تتبنى الأناضول السياسية التحريرية المعتادة حول وضع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في نفس الخانة، ونقلت تصريحات البنتاغون كما هي.
في حين حوّر حساب الجزيرة تركيا تصريحات البنتاغون بطريقة أوهمت أن المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، قال إن واشنطن تنسق مع تركيا لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.