تداولت صفحات وحسابات على فيسبوك، مؤخراً، منشوراً يتناول شخصيات وأحداث تاريخية ومعاصرة تحت عنوان “تاريخ خيانة الدروز لبلاد الشام”، لكن أظهر البحث والتحليل أن المنشور يتضمن خطاب كراهية يستند إلى المبالغة والتضليل.
يبدأ المنشور من حادثة خروج مظاهرة في بلدة جرمانا التي جرت مؤخراً، والتي أطلق فيها متظاهرون شعارات مناهضة للحكومة السورية، كما يورد المنشور اتهامات عديدة بحق شخصيات مثل السلطان باشا الأطراش المعروف بقائد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي، وسليم حاطوم أحد قيادات حزب البعث وغيرهم من الشخصيات، إضافة إلى إيراد معلومات حول حوادث تاريخية ومعاصرة متعلقة بالدروز السوريين.
نتائج البحث والتحليل:
– أظهر البحث أن المنشور يعود لعبد الرحمن عمر الخطيب الذي يعرف نفسه ككاتب ومعارض للنظام السوري السابق.
– أظهر البحث أن الخطيب سبق أن نشر المنشور السابق لمرتين على الاٌقل في مناسبات مشابهة.
– يطلق الخطيب في منشوره الذي لاقى أنتشاراً على فيسبوك، اتهامات و أحكاماً تتضمن تعميماً بحق مكون سوري، دون أن يورد أدلة على صحة أحكامه واتهاماته.
– يقول الخطيب مثلاً “لا يفوتنا أن جميع الدروز في فلسطين يقفون في صف الكيان الصهيوني ويقاتلون تحت رايته، وهم من يحقق ويعذب أخواننا الفلسطينيين في السجون والمعتقلات”، وهذا حكم فيه تعميم لا يستند إلى أدلة ويهدف إلى التحريض ضد مكون على أساس طائفي.
-ويقول الخطيب أيضاً :”إن80% منهم كانوا يقاتلون في صفوف النظام البائد. وأغلبهم كان يعمل في سلك المخابرات، وحتى بعد اندلاع الثورة الأخيرة ضد النظام أضحى واضحا للجميع أهدافهم ومطالبتهم بدولة مستقلة من خلال رفع علمهم”، وهذا القول يتضمناً تعميماً ونسبة لا تستند إلى إحصاءات ومصادر موثوقة، كما لا توجد إلا حادثة واحدة طالبت فيها شخصيات مغمورة بالأنضمام إلى إسرائيل، فيما لم ترفع أي مطالب بالاستقلال عن سوريا من جانب أطراف عسكرية أو دينية أو سياسية وازنة محسوبة على الدروز السوريين.
-يتابع الخطيب :”بادر النظام إلى تصفية بعض الضباط الدروز بسبب محاولات خيانتهم منهم عصام زهر الدين ووحيد بلعوس كما اغتال النظام رئيس مرافقة ماهر الأسد العقيد علي جمبلاط في مدينة يعفور بالقرب من دمشق”، عدا أن هذه المعلومات لا تستند إلى وثائق وأدلة جازمة، أوردت مصادر إعلامية سورية معارضة للنظام السابق أكدت أن علي جمبلاط من الطائفة العلوية وينحدر من منطقة جبلة السورية.
– سبق للخطيب أن استخدم معلومات مضللة إلى جانب خطاب كراهية ضد مكونات سورية أخرى في مناسبات عديدة.
-يصف الخطيب مكوناً سورياً بالخيانة، استناداً إلى نسب مبالغة فيها ومعلومات غير مسندة إلى أدلة يوردها عن شخصيات وحوادث تاريخية ومعاصرة، تبين أن بعضها مضلل، فيما تحتاج الأخرى إلى التحقق.
-يتوزع الدروز السوريون على توجهات سياسية وفكرية متعددة، شأنهم شأن المكونات السورية الأخرى، التي يمكن أن تجد بينهم من وقف إلى جانب النظام السابق، ومن وقف ضده، طوال فترة حكمه.
-حظي منشور الخطيب في المرات الثلاثة التي نشرها، بانتشار واسع على الفيسبوك.
-بالنظر إلى ما شهدته مناطق سورية من وقوع انتهاكات وجرائم بحق المدنيين، تتزايد احتمالية أن يتحول مثل هذا الخطاب المحرض إلى خطر يتهدد حياة وسلامة مزيد من المدنيين السوريين، وأن تقع جرائم بدوافع طائفية.
خلاصة:
-اتهام الدروز السوريين بالمطالبة بالاستقلال عن سوريا ادعاء مضلل.
-الادعاء بأن العقيد علي جمبلاط الحارس الشخصي السابق لماهر الأسد من طائفة الموحدين الدروز، ادعاء مضلل.
-استناداً إلى ما تقدم يعد هذا المحتوى ضرباً من خطاب الكراهية الواجب تجريمه قانوناً.
-من المسؤولية إدانة هكذا خطاب من جانب مختلف الجهات السورية الرسمية، إضافة إلى الأطراف السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
تم إنتاج هذه المادة بالتعاون بين True Platform ومنصة فارق.







