انتشر، مؤخراً، عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مع منشورات تزعم أن الزعيم السوري سلطان باشا الأطرش، تعاون مع السلطات الفرنسية لقمع الثورات العربية في بلاد الشام، لكن البحث الذي أجراه فريق True Platform، أظهر خلاف ذلك.
ويعرض الفيديو مشاهد، يتحدث فيها مصوره، غير الظاهر، عن تواجده في متحف السلاح الفرنسي في باريس/ ضريح نابيلون، وذلك أثناء استعراضه لسيف عربي إلى جانب معروضات أخرى، من بينها علم الخمس حدود (راية طائفة الموحدين الدروز)، ويقول إن هذا السيف قدمه دروز السويداء كهدية للجنرال الفرنسي إدوارد، حاكم جبل الدروز.
ويَعرضُ المصور أيضاً اللوحة التعريفية للسيف والراية في المتحف، ويدعي أنها تقول إن سلطان باشا الأطرش ساعد الجيش الفرنسي على قمع الثورات العربية ضد الفرنسيين في بلاد الشام.
نتائج البحث:
أظهر البحث أن الصحفي السوري نورس عزيز، علق على الفيديو المنتشر عبر توضيح موسع، نشره في حسابه على موقع فيسبوك في 24/ آذار مارس الماضي، قائلاً إن الفيديو يحرّف الحقائق عبر انتقاء معلومات جزئية دون سياقها التاريخي.
– أبرز عزيز صورة واضحة للوحة التي تتحدث عن السيف المقدم كهدية وعن علم الخمس حدود، وأشار إلى أن الترجمة غير صحيحة.
– يقول عزيز إن مضمون اللوحة يتحدث عن تشكيل أسراب درزية بقيادة فرنسية عام 1926، لمواجهة الثورة السورية التي اندلعت عام 1925، لكنها تتجاهل أن “التجنيد كان قسرياً وجاء استغلالاً للظروف الاقتصادية”، وأن لا علاقة لها بسلطان باشا الأطرش، بل العكس فهو من حارب هذه المجموعات.
– ويضيف عزيز أن الوجود الفرنسي اعتمد سياسة “فرّق تسد” في تقسيم سوريا إلى دويلات (دمشق، حلب، جبل الدروز، جبال العلويين)، وشكّل “أسراباً محلية” من مجتمعات فقيرة للقتال ضد الثوار، كـ”المجموعات الدرزية” (1926–1927)، التي ضمت 900 فرد مجندين بوعود مالية، وليس بدافع الولاء لفرنسا، بحسب الباحث.
– تحقق فريق True Platform من الفيديو ومن اللوحة الظاهرة فيه ليتبين أن المتحف الذي يتحدث عنه صاحب الفيديو هو متحف الجيش الفرنسي القريب من ضريح نابليون في باريس، حيث يوجد السيف والراية في قسم الأسلحة الفردية من المتحف، وهو ليس متحف السلاح الفرنسي في باريس/ ضريح نابيلون.
– تقول ترجمة النص الإنكليزي في اللوحة(تتضمن 3 فقرات الثانية منها بالإنكليزية) إن هذه الأسراب الدرزية شُكّلت في عام 1926 لمواجهة الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان الأطرش ضد الاحتلال الفرنسي والتي استخدم فيها المقاتلون الدروز أساليب حرب العصابات، مما شكل تحدياً كبيراً للجيش الفرنسي، ورغم ذلك تمكن الجيش من سحق التمرد بعد عدة أشهر من القتال العنيف.
– حظي الفيديو بانتشار واسع على فيسبوك ومنصات أخرى، خصوصاً بعد التوترات التي شهدتها مناطق سورية متعددة، ما قد يساهم في تعزيز حدة الاستقطاب على أساس طائفي.
خلاصة:
الفيديو المتداول على أنه يثبت مساعدة الزعيم الوطني سلطان باشا الأطرش للجيش الفرنسي في قمع الثورات العربية ضد الفرنسيين في بلاد الشام، مضلل.



خلاصة:
الفيديو المتداول على أنه يثبت مساعدة الزعيم الوطني سلطان باشا الأطرش للجيش الفرنسي في قمع الثورات العربية ضد الفرنسيين في بلاد الشام، مضلل.