تداولت حسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، مؤخراً، ادعاء مفاده أن جهاز الأمن الداخلي السوري اعتقل القيادي السابق في مليشيات الدفاع الوطني فادي صقر “لثبوت تورطه بأحداث الساحل والتخطيط لأعمال إرهابية داخل العاصمة دمشق”.
لكن البحث الذي أجراه فريق True platform عبر جوجل والمواقع الإخبارية السورية الرسمية والمستقلة، أظهر خلاف الادعاء.
نتائج البحث :
-لم تُسند الصفحات والحسابات الادعاء الذي تداولته إلى مصادر معروفة وموثوقة،كما أشارت بعضها إلى أن الخبر ” بانتظار التأكيد”.
-يُشار إلى أن شائعات مماثلة كانت قد انتشرت سابقاً حول اعتقال فادي صقر، إلا أنه ظهر لاحقاً بشكل علني بعد تداول تلك المزاعم، ما نفى حينها صحة تلك الادعاءات.
-ووفقاً لموقع “دويتشه فيله” (DW)، فقد شارك فادي صقر كعضو في لجنة تعمل على دعم السلم الأهلي في منطقة الساحل السوري، مما أكد عدم صحة الأنباء المتداولة سابقاً بشأن توقيفه.
-لا يدعم البحث وجود أي خبر أو إعلان من جهات رسمية سورية أو وسائل إعلام موثوقة، يثبت صحة ادعاء اعتقال فادي صقر حتى تاريخ نشر الخبر.
-الادعاء الحالي يقوم على فرضية اعتقال فادي صقر على خلفية تورطه بأحداث الساحل السوري والتخطيط لأعمال إرهابية داخل العاصمة دمشق، وهي فرضية تبرؤه من التهم السابقة الموجهة إليه.
-أظهر البحث أن السلطات السورية استعانت بـ فادي صقر لإقناع النازحين في قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية، الذين هربوا في أعقاب أحداث الساحل، بالعودة إلى منازلهم وقراهم.
-تنشر وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة السورية بشكل دوري، أنباء عن اعتقال متهمين بجرائم بحق المدنيين خلال الثورة، ولا يمكن لخبر اعتقال شخص مثل فادي صقر لديه هذا السجل من الاتهامات بارتكاب جرائم أن يبقى دون إعلان.
الخلاصة:
-الادعاء أن قوى الامن الداخلي اعتقلت القيادي السابق في ميلشيات الدفاع الوطني فادي صقر، ادعاء غير صحيح.
خلفية:
وفادي أحمد الملقب بـ فادي صقر قيادي في ميلشيات الدفاع الوطني متورط بحسب تحقيق لصحيفة الغارديان بالعديد من جرائم القتل والاعتقال، كما يتهم بدور محوري في حصار أحياء المعارضة جنوب العاصمة، وارتكاب قواته مجازر بحق المدنيين، إضافة إلى تدمير منازل، ونهب ممتلكات.
أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قوائم العقوبات منذ 2012 لتورطه في انتهاكات جسيمة، لكنه ظل يتمتع بحماية النظام، قبل أن يتحول بعد سقوط النظام إلى واجهة ما يُسمى بلجان السلم الأهلي.
وأثارت أنباء تسوية أجراها السلطات السورية مع فادي صقر موجة استياء وانتقادات واسعة، خاصة بعد زيار فادي صقر لحي التضامن رفقة قيادات أمنية مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي.