هذا الفيديو لقصف إسرائيلي على دمشق وليس في دير الزور

أعادت وسائل إعلام، وصفحات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول تسجيل مصور يوثق اللحظات الأولى لقصف إسرائيلي على دمشق، جرى الشهر الفائت، زاعمة حدوثه خلال المواجهات التي تدور منذ أيام، بين قوات سوريا الديمقراطية، ومجموعات من العشائر بريف دير الزور الشرقي.

لكن تتبع ما يتم نشره أظهر لفريق True Platform بداية تداول حسابات معارضة يوم الخميس الماضي تسجيلاً لقصف ليلي عنيف يسمع فيه أصوات تحليق طائرات، فيما قالت إنه قصف لطيران التحالف الدولي، استهدف مواقع إيرانية في مدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور.

في حين أظهر البحث عبر منصة فيسبوك، أن المقطع نشر في السابع من آب/أغسطس الماضي، من قبل وسائل إعلام، وصفحات سورية عديدة، تحت عنوان ” فيديو يوثق لحظة استهداف إسرائيل محيط العاصمة دمشق فجر الاثنين”.

وكشف البحث أن موقع تلفزيون سوريا، نشر المقطع أعلاه ضمن تقرير في السابع من آب/أغسطس، وذكر فيه تفاصيل عن القصف الذي قال التقرير إنه طال منطقة شمال دمشق، تقع بين صيدنايا وبلدة منين، وأسفر عن مقتل أربعة عناصر من الجيش السوري، وجرح أربعة آخرين.

وبالعودة إلى صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك، تبين أن المقطع ذاته نُشِرَ، في تقرير آخر بتاريخ 31 آب/أغسطس، فيما قالت إنه يظهر “اشتباكات عنيفة وأصوات انفجارات تهز مدينة الشحيل بريف دير الزور” في سياق “تواصل الاشتباكات بين العشائر العربية وقسد”.

كما أظهر البحث أن العشرات من الصفحات المعارضة المعنية بأخبار دير الزور، وكذلك الموالية للحكومة السورية، تداولت المقطع المشار إليه على أنه جرى مؤخراً في دير الزور، كان منها صفحة الشرقية 24 المعارضة التي لديها(٤٠١ ألف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏٤١٩ ألف‏ ‏المتابعون‏) و صفحة “الشعيطات-الصفحة الرسمية” المعارضة التي لديها(٦٦ ألف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏١٤٥ ألف‏ ‏المتابعون‏)، وصفحة  فرات- Furat المعارضة التي لها (٧ آلاف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏١٢ ألف‏ ‏المتابعون‏) و كذلك صفحات موالية للحكومة السورية، كصفحة حمص-شعبة تدمر التي تعرف عن نفسها بأنها صفحة رسمية “تهتم بأخبار حزب البعث العربي الاشتراكي” ولديها (١٠ ألف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏١٢ ألف‏ ‏المتابعون‏ ). كما تداولتها صفحة حمص-شعبة التربية، وهي أيضاً صفحة تابعة لحزب البعث الحاكم ولديها (٣٥ ألف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏٣٨ ألف‏ ‏المتابعون‏).

في سياق متصل، استخدمت قناة أورينت المعارضة تسجيلاً مصوراً قديماً في إحدى تقاريرها، أول أمس السبت، تحت عنوان ” العشائر العربية تكتسح دير الزور.. وصراخ عصابات قنديل وصل إلى قبرص وكوفنتري في بريطانيا”، وهو تسجيل، يظهر فيه شاب كردي، يبكي بتأثر أثناء مناشدته قيادات كردية عراقية، من أجل التدخل وإنقاذ  “روجآفا”، حسب تعبيره.

لكن البحث أظهر أن المقطع قديم، وقد سبق أن نشرته صفحة سورية معارضة باسم السوري اليوم Syrian Today ولديها (‏٥٦ ألف‏ ‏متابع‏‏)، في 11آذار/مارس 2018 ويرجح أنه سجل خلال الهجوم التركي على منطقة عفرين. كما سبق أن تداولته صفحات سورية، موالية ومعارضة للحكومة السورية، وتحظى بعشرات آلاف المتابعين على أنه تسجيل حديث يتعلق بأحداث دير الزور.

 في النتيجة:

• إن استخدام تلفزيون سوريا مقطعاً مصوراً، سبق أن نشرته في تقرير سابق لها على أنه لقصف إسرائيلي على دمشق ، وإعادة نشره في تقرير جديد على أنه جرى بريف دير الزور، يرجح احتمالية أن يكون التضليل من قبل القناة السورية المعارضة ممنهجاً، خصوصاً وأنها سبق أن نشرت مقاطع أخرى، مضللة، مؤخراً، دون التحقق من صحتها، فضلاً عن وجود توجه منحاز في تغطيتها الإعلامية، لصالح تأجيج الوضع في دير الزور.

• إن تداول صفحات معارضة وأخرى موالية للحكومة السورية، المقطع ذاته، في سياق تحريضي واضح، تظهره منشوراتها، يوحي بوجود توجه متشابه لدى كلا الجانبين في نشر كل ما يمكن أن يساهم في التأجيج، حتى وإن دفعها الأمر إلى نشر تسجيلات مضللة.

• إن استخدام قناة أورينت لمقطع قديم، في تقريرها المشار إليه، دون التحقق من صحته، خاصة أنها سبق أن استخدمت مقطعاً مضللاً آخر في تقرير سابق، وفي سياق اللغة التحريضية التي تستخدمها في تغطيتها الإعلامية لأحداث دير الزور، لذا من المرجح أن تكون ممارستها هذه تضليلاً ممنهجاً هدفه تأجيج الوضع في دير الزور.