تداولت وسائل إعلام سورية، وحسابات تواصل اجتماعي، تنشط في شمال وشرق البلاد، خلال اليومين الماضيين، مقاطع مصورة، تزعم أنها تظهر جانباً من الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومجلس دير العسكري، بريف دير الزور.
لكن صحفيين ونشطاء شككوا في صحة بعضها، وأبرزوا ما ينفي ذلك، ويؤكد أنها تسجيلات قديمة، سبق أن نشرتها وسائل إعلام، وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.
تحرى فريقTrue Platform حقيقة الأمر، عبر محرك البحث غوغل، ومنصة فيسبوك، معتمداً أكثر من صيغة للبحث، من قبيل #اشتباكات _ليلية، #اشتباكات _عنيفة، و#اشتباكات عنيفة _ليلية.
فتوصل إلى النتائج التالية:
ـ تداولت حسابات محلية تغطي أخبار محافظة دير الزور بشكل خاص، مقاطع مضللة، على أنها تظهر جزءاً من الاشتباكات الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية، ومجلس دير الزور العسكري.
ـ بعد التحري والتدقيق تبين، أن مقطعاً حظي بانتشار واسع، كان مصدره حساب “قناة اليمن اليوم” الفضائية على يوتويب، ولكن التضليل تم من قبل الصفحات السورية، بعد تكبير إطار الفيديو، وإخفاء لوغو القناة.
ـ صفحة فرات التي يتابعها 11 ألف شخص، والتي تعرّف عن نفسها “صفحة أخبار معنية بالأخبار المحلية عن مناطق الفرات”، كانت قد نشرت المقطع المذكور أعلاه ليلة أول أمس، مرتين بفارق 17 دقيقة بينهما، وفي حين زعمت في المنشور الأول أنه يظهر اشتـباكات جرت في منطقة المعامل شمالي دير الزور، وكانت مدة المقطع 00:51 ثانية، زعمت في المنشور الثاني أنه يظهر اشتباكات في مدينة البصيرة شرقي ديرالزور، وكانت مدته هذه المرة 01:09 دقيقة.
ـ نشرت العديد من الحسابات على موقع فيسبوك المقطع المذكور آنفاً، بصيغتين إحداهما، اشتباكات في مدينة البصيرة، والثانية اشتباكات في منطقة المعامل، مثل حساب صهيب الحسكاوي.
ـ نشرت صفحات أخرى على منصة فيسبوك، مقطعاً ثانياً، يظهر اشتباكات ليلية، على أنها جرت في بلدة ذيبان بريف دير الزور، ولكن البحث أظهر ذات المقطع منشوراً على فيسبوك، بتاريخ 21 آب/أغسطس 2022 على أنها اشتباكات جرت في محافظة السماوة العراقية، بين مسلحين من فصائل عراقية.
ـ تداولت صفحات وحسابات على موقع فيسبوك مقطعاً ثالثاً على أنه اشتباكات ليلية عنيفة في بلدة البصيرة بريف دير الزور، لكن البحث أظهر أن ذات المقطع منشور على موقع يوتيوب قبل ثلاث سنوات، وعلى موقع فيسبوك قبل عام، على أنه حدث في مناطق لبنانية ويمنية.
ـ تداولت حسابات وصفحات محلية مقطعاً رابعاً، يظهر اشتباكات في وضح النهار، على أنها جرت في ريف دير الزور، خلال اليومين الماضيين، لكن البحث أظهر أن المقطع، منشور من قبل المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، قبل عامين وكان لاشتباكات جرت في ريف عين عيسى.
ـ استخدمت كل من قناة أورينت وتلفزيون سوريا، المعارضتين المقطع الأخير المشار إليه في تغطيتهما لمجريات المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية، والمجلس العسكري لدير الزور، دون التحقق من حقيقة المقطع.
ـ حساب وكالة BAZ الاخبارية التي تعرف عن نفسها، “صفحة اخبارية مُنوعة تُعنى بالأخبار المتعلقة بسوريا والعالم وتنقل الحقيقة بكل حياد وتوثق الانتهاكات”، نشرت مقطعين من المقاطع المشار إليها أولاً، في سياق مضلل، ومن ثم قامت بحذف الاثنين بعد انتشارهما، على صفحات، وحسابات محلية في موقع فيسبوك.
ـ وفقاً لعمليات البحث، وتتبع الحسابات والقنوات التي تنشر هذه المقاطع المزعومة، توصل الفريق إلى نتيجة مفادها، وجود تعمد ممنهج من قبل غالبية هذه الوسائل، فيما يبدو أنها تهدف إلى زيادة التوتر، والتأجيج في مناطق دير الزور.