هل معمل صناعة أسطوانات الغاز في رميلان هو الأول من نوعه في سوريا؟

نشرت وسيلة إعلامية محلية، تنشط في منطقة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، يوم الاثنين 27 شباط/فبراير تقريراً مصوراً عن افتتاح معملٍ لصناعة أسطوانات الغاز في بلدة رميلان النفطية.

ادعى معد التقرير في المقدمة متحدثاً بالكردية، أن المعمل هو الوحيد والأول من نوعه في مناطق الإدارة الذاتية وفي سوريا عموماً، وفق ما تظهر الترجمة المرافقة للتقرير.

وفي الدقيقة 3:30 يؤكد مدير معمل الغاز في السويدية، وهو معمل تديره الإدارة الذاتية، عكيد عبدالمجيد: “كما نعلم هو المعمل الأول لصناعة أسطوانات الغاز على مستوى سوريا”.

 

 

 

  رابط التقرير

وعقب نشر التقرير شارك نشطاء وصحفيون التقرير على حساباتهم الشخصية:

رابط 1

رابط 2

فهل صحيح أن هذا المعمل هو الأول لصناعة اسطوانات الغاز على مستوى سوريا؟

تحرت “TRUE” عن صحة المعلومة، عبر المصادر المفتوحة، لتجد أن معامل الدفاع (وهو الاسم المختصر لمعامل تابعة لوزارة الدفاع السورية)، كانت تنتج اسطوانات الغاز المنزلي والصناعي، ولكنها توقفت عن انتاجها، مطلع العام 2022 وفق صحف محلية تديرها الحكومة السورية، وتداولتها وسائل إعلام سورية عديدة.

تواصل فريق “TRUE” مع مصدر في حقول رميلان الذي قال إن “معامل الدفاع في حلب كانت تنتج سابقا اسطوانات الغاز”.

  وكانت صحيفة “الوطن” شبه الحكومية، قد نقلت مطلع شهر كانون الثاني/يناير عن مصدر في شركة “محروقات” في سوريا، لم تسمه، عن عدم إمكانية إنتاج أسطوانات جديدة من الغاز بنوعيه المنزلي والصناعي، وسط تلف قسم كبير من الأسطوانات المتوفرة حاليًا.

ويعزو المصدر السبب إلى توقف معامل “الدفاع” عن إنتاجها بسبب عدم وجود المادة الأساسية للتصنيع” التي يحتاج استيرادها من الخارج إلى توافر القطع الأجنبي”، على حد قوله.

اتصالا بذلك، نشر موقع تلفزيون الخبر الموالي للحكومة السورية، في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019، خبراً عن معرض سوريا الدولي للبترول – سيربيترو الذي ينظم دورياً  منذ العام 2019، في العاصمة دمشق،

و أشار الموقع إلى مشاركة شركة باسم “تطوير النظم التجارية والصناعية ذ.م.م  DICS”المختصة بتصنيع الأسطوانات.

ونقل الموقع عن عضوة مجلس إدارة “غرفة صناعة دمشق وريفها حينها، مروة الإيتوني، إن “شركة تطوير النظم الصناعية والتجارية لتصنيع أسطوانات الغاز الخاصة الوحيدة في سوريا، تصنع الأسطوانات وملحقاتها من قطع تبديل،

 و أضافت الأيتوني: “تعامل الشركة ينحصر مع القطاع العام الممثل بمؤسسة معامل الدفاع و “سادكوب”، وهي بمثابة الرديف لهما، حيث تقوم بإتمام النقص في الأسطوانات وصيانتها”.

وبحسب تسجيل مصور منشور على موقع فيسبوك، يظهر(في الدقيقة 2:27) جانباً من جناح الشركة خلال مشاركتها في العام 2019 في المعرض المذكور، حيث تستعرض في الجناح مجموعة من الاسطوانات ذات الاحجام المختلفة.

 ونشر موقع رئاسة مجلس الوزراء السوري مطلع كانون الثاني/يناير 2023، أن “رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس وبهدف تأمين كامل الاحتياج من الأسطوانات وتغطية حاجة المواطنين منها، وافق على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة السماح لوزارة النفط والثروة المعدنية إبرام عقود لشراء أسطوانات الغاز المنزلية مع شركات القطاع الخاص المرخصة والقائمة لصناعة أسطوانات الغاز”. ما يعني وجود معامل خاصة لصناعة اسطوانات الغاز.

وبالفعل ثمة العديد من المعامل الصغيرة التي كانت تصنع أسطوانات الغاز في حلب وفق مصادر متطابقة.

وحول ذات الشركة نقل موقع “شام تايمز“، عن مدير عام شركة “تطوير النظم التجارية والصناعية ذ.م.م” “مياس جلنمبو، خلال مشاركتهم في النسخة الثالثة من معرض سوريا الدولي للبترول – سيربيترو، قوله إن “شركته هي الوحيدة المسؤولة عن تصنيع اسطوانات الغاز في سورية”.

ولم يعثر فريق “TRUE” على أي موقع رسمي أو حسابات على مواقع التواصل للشركة المذكورة للتحقق ما إذا كانت مستمرة في انتاج اسطوانات الغاز، إلا أن فريقها تحقق من مشاركتها في نسختين على الأقل من معرض “سيربيترو” بمجموعة مختلفة من الاسطوانات.

 يشار إلى أن شركة شيمي غاز (القبرصية) كانت قد حصلت في حزيران/يونيو 2012 على تراخيص نقل المعدات و إدخال المعدات إلى سورية وذلك بعد أن وافقت وزارة النفط والثروة المعدنية على طلب الشركة السابق ذكرها والذي يتضمن إقامة مصنع لتصنيع وتعبئة اسطوانات الغاز في مدينة عدرا الصناعية.

في السياق ذاته، أشارت مواقع إعلامية إلى وجود خمسة أنواع الاسطوانات الغاز المنزلي في سوريا، والتي تستخدم حتى وقتنا الحالي.

 وبحسب موقع هاشتاغ تركيا فإن أنواع اسطوانات الغاز المنزلي في سوريا هي:

1-       اسطوانة برازيلية

2-       اسطوانة تركية

3-       اسطوانة هندية

4-       اسطوانة سورية

5-       اسطوانة حلبية

استناداً لما تقدم، فإن صناعة أسطوانات الغاز في سوريا موجودة سابقاً، وأن الادعاء بأن معمل الغاز في رميلان الذي أنشأته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مؤخراً، كأول معمل لصناعة الأسطوانات، معلومة غير صحيحة.