وصفَ الصحفي، أحمد كامل، مؤخراً، على حساباته في فيسبوك وإكس، الفنانين السوريين بـ : “أقل فئات الشعب السوري شرفاً ونزاهة ووطنية واستعداداً للتضحية”.
وقال كامل: “تقريباً كل الفنانين السوريين مع السفاح المجرم الأقلوي أسد. نسبة الفنانين المعارضين للنظام هي تقريباً واحد بالألف من الفنانين فقط..، عمليات الترويج والتعظيم والتضخيم والنفخ التي ينالها الفنانون المعارضون تغش الناس، وتضحك عليهم، وتزور الحقيقة”.
ولاقى المنشور تفاعلاً في فيسبوك، حيث بلغ عدد الإعجابات نحو 1300، بينما وصل عدد التعليقات إلى أكثر من 280 تعليقاً، وعدد المشاركات إلى 23 مشاركة، كما حظي نفس المنشور على منصة إكس بـ 518 إعجاب و 58 إعادة تغريد، و69 تعليقاً.
وأعاد الصحفي التأكيد على ما قاله في سياق الرد على بعض التعليقات، كما قال رداً على إحدى التعليقات التي أشادت بالموقف المعارض للفنانين، مكسيم خليل وعبدالحكيم قطيفان: “ما بتوقع التاريخ يذكر بأحرف من نور ممثلا درجة عاشرة، شديد الإلحاد وكره الله والدين”، دون أن يتبين بالضبط، من يقصد منهما.
ورد الصحفي على إحدى التعليقات التي تقول بوجود “الكثير من الفنانين المعارضين وهم نجوم لامعين في الساحة الفنية ..، وليسوا فئة قليلة إطلاقاً”، قائلاً “عددهم عشرات، وعدد الخونة عشرات الألوف”.
وقال أيضاً: “يكون مع الشعب المذبوح عشرين فنان من أصل عشرات الألوف فهذا عيب وعار على الفن والفنانين، هذا لا يكفي ويجب أن يدفعنا لتغيير نظرتنا للفن والفنانين”.
ذكر الصحفي نسباً مختلفة في سياق رده على التعليقات التي شككت بتقييمه، منها أن نسبة الفنانين الذين “وقفوا مع الثورة” فقط بـ”مجرد الكلام” 1/1000، كما ذكر نسبة 2 / 40 ألف، في تعليق آخر.
تحرى فريقTrue Platform حقيقة الأمر، وحلل مضمون المنشور، وتوصل إلى مجموعة نقاط:
– إن وصف الصحفي للفنانين السوريين، بأنهم أقل فئات الشعب السوري “شرفاً ونزاهة ووطنية واستعداداً للتضحية”، يحتوي على تعميم يصب في خانة الازدراء والتحقير والحض على الكراهية.
– اعتبار الصحفي “كل الفنانين السوريين تقريباً مع السفاح المجرم الأقلوي أسد”، هو تنميط لفئة من السوريين، وإطلاق لحكم قيمي يستند إلى موقف سياسي.
– وفق منطقه يقسم الصحفي السوريين إلى موالين ومعارضين فقط بينما هناك فئة واسعة من السوريين ممن يوصفون بالفئة الصامتة، وهي فئة غير محسوبة، لا على المعارضة ولا على الموالاة، وقد تنسحب هذه الفئة على نسبة من الفنانين، خاصة أن السوريين يعيشون ظروفاً كارثية، اقتصادية ومعيشية وأمنية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، ما قد تفرض عليهم التزام الصمت.
– القول بأن “نسبة الفنانين المعارضين للنظام هي تقريباً واحد بالألف من الفنانين فقط”، وأن “عمليات الترويج والتعظيم والتضخيم والنفخ التي ينالها الفنانون المعارضون تغش الناس، وتضحك عليهم، وتزور الحقيقة”، حكم لا يستند إلى إحصاءات دقيقة، كما يحمل منشور الصحفي طابع المبالغة، ما قد يساهم في التحريض على الكراهية ضد هذه الفئة من الفنانين المعارضين، خاصة وأن العديد من التعليقات كانت تدفع بهذا الاتجاه.
استنتاج:
– يتابع حسابات الصحفي عشرات آلاف الأشخاص، وحظي منشوره بتفاعل لافت على حسابيه في فيسبوك وإكس.
– توفر سياق عام، يمكن أن يولد تحريضاً على الكراهية ضد الفنانين، خصوصاً أن لقاء مجموعة من الفنانين مع الرئيس السوري، أثار استياء وردود رافضة من قبل أعداد كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المعارضين السوريين.
– استخدام الصحفي المبالغة والإثارة في منشوره، ما قد يساهم في تأليب الجمهور ضد فئة الفنانين.
– توفر إمكانية أن يترجم كل ما سبق، إلى تهديد ومخاطر حقيقية على سلامة فنانين لا يتبنون موقفاً سياسياً معارضاً وعلنياً ضد الحكومة والرئيس السوري.
– تبعاً لما تقدم، ينطوي المنشور السابق على تحريض على الكراهية ضد فئة سورية، ما يعد ضرباً من خطاب الكراهية، وفقاً للمعايير التي تتبناها منصة True Platform.