حساب ينشر أخباراً مضللة على لسان مظلوم عبدي حول أحداث دير الزور

تداولت حسابات، وصفحات سورية، معارضة، وأخرى موالية للحكومة السورية، أمس الجمعة، تسجيلات مصورة، وصوراً، وأخباراً، قالت إنها جرت في سياق المواجهات التي جرت بأرياف دير الزور، بين قوات سوريا الديمقراطية، وعناصر من العشائر.

لكن المتابعة اليومية لفريق True Platform،  ومن خلال التحري عبر محرك البحث غوغل، والعودة إلى بعض الحسابات الرسمية، تبيّن أن العديد من الحسابات نشرت أخباراً وصوراً وفيديوهات مضللة، منها.

ـ نشرت صفحة، تل براك الجزيرة السورية، التي يتابعها (‏٥٦ ألف‏ ‏شخص‏)، منشوراً زعمت فيه أن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، طلب من التحالف الدولي، التدخل بشكل سريع، لأن قواته بدأت تخسر محافظة دير الزور.

ـ بالعودة إلى الحساب الرسمي لمظلوم عبدي، على منصة إكس (تويتر سابقاً)، لم نجد أي منشور، يدل على تصريح جديد، تطرق فيه عبدي إلى أحداث دير الزور.

ـ اللافت أن الصفحة ذاتها (تل براك الجزيرة السورية)، كتبت تعليقاً رداً على أحد المتابعين، أوضحت سبب عدم بقائها على الحياد في أحداث دير الزور، قائلة بلهجة محلية: “لانو يلي ع اساس هما ع حياد وما يحبون الفتنة والقتتال طلعوا كذابيين وشجعوا على قتل ابناء العشائر وتهجيرهم”.

ـ في سياق الأحداث، نشر حساب عبد الرحمن الخطيب، على موقع إكس، والذي يعرّف نفسه بأنه ” مسلم، مؤلف، كاتب صحفي، سياسي، سجين سابق، لا أعترف بالنظام الأسدي، خارج أرضي منذ 41 عاماً”، ويقيم في برشلونة، نشر صورة تظهر شاباً يرتدي زيّاً عسكرياً، وعلى صدره علم كردي، ويمسك بلحية شاب يبدو من هيئته ملامح التدين. وقد أرفق الخطيب الصورة بتعليق قال فيه “مرتزق ملحد بويجي ينتف لحية طبيب، كان يعمل في أحد القرى التابعة لمدينة دير الزور”.

ـ أظهر البحث العكسي عن الصورة بواسطة موقع غوغل، أنها منشورة، في وقت سابق، من قبل العديد من المواقع والحسابات، وأن أقدم حساب قام بنشره يعود إلى 23/12/2017، وهو ما ينفي صحة، ما نقله الخطيب، على حسابه، الذي يتابعه 35.7 ألف شخص.

كما تداولت العديد من الصفحات على موقع فيسبوك، تسجيلاً مصوراً، لشاب كردي، يبكي بحرقة، وهو يناشد قيادات كردية عراقية، يطالبها بالتدخل من أجل انقاذ “روجآفا”. وأرفقت الصفحات مع الفيديو منشوراً، تزعم فيه أن المناشدة جاءت بعد أحداث دير الزور الأخيرة.

ـ من هذه الصفحات صفحة الشعفة الإعلامية المعارضة لديها ( 58 ألف من الإعجابات والمتابعين)، وصفحة شبكة بيصين نيوز الموالية للحكومة السورية، ولديها (‏٢٣ ألف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏٢٨ ألف‏ ‏متابع‏). وصفحة دير الزور خط الكسرة المعارضة ولديها ( ‏٩٦٧‏ ‏إعجاباً‏ • ‏٥٫٨ ألف‏ ‏متابعاً)، وصفحة الإعلام الإلكتروني في منطقة الحاضر ومحيطها (‏١٤ ألف‏ ‏تسجيلات الإعجاب‏ • ‏١٦٠ ألف‏ ‏متابع‏).

ـ أظهر البحث أن المقطع قديم، وقد سبق أن نشرته صفحة سورية معارضة باسم السوري اليوم Syrian Today ولديها (‏٥٦ ألف‏ ‏متابع‏‏)، في 11آذار/مارس 2018.

– في النتيجة، ومن خلال ما أظهره البحث، فإن غالبية هذه الصفحات سواء الموالية أو المعارضة منها، تنشر بغرض التأجيج في دير الزور، كما أن بعضها لا تنفي انحيازها في تغطية الأحداث ما يجعل تضليلها ممنهجاً.

– حمل المنشور الذي نشره حساب عبدالرحمن الخطيب على منصة إكس، تحريضاً، إضافة إلى تنميطٍ من خلال استخدام تعبيري “ملحد” و”بويجي” اللذين تم استخدامهما في سياق الأزمة كانتقاص من المكون الكردي السوري، ما يجعله منشوراً مضللاً، ويحمل خطاب كراهية معاً.