هل استخدمت اللبنانية نضال الأحمدية خطاب كراهية ضد اللاجئين السوريين؟

أطلقت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية في السادس من حزيران/يوليو الجاري، تصريحات، وصفت بـ”العنصرية”، دعت فيها إلى إعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم بـ”القوة”.

جاء ذلك، خلال مشاركتها في برنامج لمنصة “صوت بيروت انترناشونال” اللبنانية، التي تبث برامجها عبر شبكة الانترنت.

وشددت الأحمدية في معرض حديثها عن قضية اختيار رئيس جديد للبنان، على ضرورة توصيف السوريين في لبنان بالنازحين وعدم استخدام توصيف اللاجئين.

وأضافت في تصريحاتها: “النازحين السوريين في لبنان، ليسوا معارضين ولكنهم جاؤوا للتنزه(الكزدره)، معتبرة أنهم يحصلون على الكهرباء والمياه مجاناً، كما أن الطرقات لهم والأرض والسماء”.

وتطرقت الإعلامية إلى حادثة، قالت إنها جرت بينها وبين عامل سوري في متجر للحلويات، لم يستطع فيها السوري التعرف على أحد أنواع الحلويات التي طلبتها الأحمدية، مستخدمة لغة لم تخلو من الازدراء.

وادعت الأحمدية بأن السوريين يحملون ذهنية، ترى أن لبنان محافظة سورية، وأن حزب البعث والمناهج التربوية، هي من تعلمهم ذلك.

وأطلقت الأحمدية جملة من الادعاءات خلال المقابلة، قالت فيها إن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وليد الجيش الحر المعارض، كما رفصت اعتبار ما شهدته العديد من البلدان العربية بعد عام 2011  بأنها انتفاضات.

وأبدت الإعلامية معارضتها للديمقراطية، وطالبت أن تحكم هذه الشعوب بالقوة، وتعليمها بعد ذلك الفرق بين الحرية والديمقراطية.

وأبدت الأحمدية إعجابها بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، معتبرة أن لا وجود لوثائق تثبت استخدامه للسلاح الكيمائي ضد الأكراد العراقيين، أو وجود ما يثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيمائي في سوريا.

وتعليقاً على سؤال، هل النازح السوري مخيف وخائف؟، قالت الأحمدية “بالتأكيد إنه خائف من مغادرة باريس الشرق، والعودة إلى سوريا، لأنه لم يكن مصدقاً لوجوده في لبنان، وجلوسه إلى جانب لبنانيين، لقد تعلموا أن يقولوا “بونجور”، بعدما باتت كلمة صباح الخير لا تعجبهم”.

وأضافت الأحمدية، أن قولها إن “اللاجئين السوريين لا يعرفون استخدام  كلمة “بونجور” هو وصف وليس استهزاء، وأنهم لا يعرفون قول (Good Morning) لأنه كل شيء معرب  لديهم، حتى في مجال الطب، حيث يكتبون البنسلين باللغة العربية”.

وقالت الإعلامية إن النازح السوري لا يريد العودة إلى بلده، وأنه لابد من إعادته إليها بـ”القوة،… لأنه لا يمكن لـ 3 ملايين سوري أن يبقوا في لبنان إلا إذا أسسوا دولة خاصة بهم”.

وأضافت الأحمدية أنه لا يمكن لـ اللبنانيين العيش مع السوريين، بسبب وجود اختلاف كبير في الثقافة، وعدم القدرة على التفاهم معاً. وأن هناك اختلاف بين اللبنانيين و السوريين في كل شيء، وأنها لن تقبل ببقاء أي سوري في لبنان.

تحرى فريق true platform صحة ادعاءات الإعلامية اللبنانية، واحتمالية وجود خطاب كراهية في تصريحاتها، فأظهرت محركات البحث إلى جانب تحليل الخطاب مجموعة من النتائج:

  • إن استخدام الإعلامية نضال الأحمدية مصطلح النازحين بدل اللاجئين في توصيف السوريين الذين لجأوا إلى لبنان على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها سوريا في العام 2011 وما تلاها من حرب تسببت بنزوح ملايين السوريين من مناطق سكناهم ولجوئهم إلى بلدان الجوار يأتي، في سياق برز فيه توجه لدى شريحة من الشخصيات العامة اللبنانية، التي تدعو إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتحملهم مسؤولية التدهور الاقتصادي الذي يشهده لبنان، كما تستخدم توصيف نازح في محاولة لإعفاء لبنان من أية التزامات يفرضها القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان، تجاه حماية اللاجئين السوريين وصون حقوقهم.
  • استخدام توصيف النازحين السوريين، مع الشريحة الآنفة الذكر من السوريين في لبنان، يتناقض مع التوصيف القانوني الذي تتبناه مؤسسات ومنظمات دولية حول الفارق بين تعريف اللاجئ والنازح، وأيهما أنسب لحالة السوريين المشار إليها.
  • القول بأن اللاجئين السوريين ليسوا معارضين، وإنهم جاؤوا إلى لبنان للتنزه، قول يتسم بالتعميم، ويفتقد إلى أدلة قطعية.
  •  كما أن القول بأنهم يحصلون على الكهرباء والمياه مجاناً، وأن الأرض والسماء لهم قول مبالغ فيه، ولا يستند إلى واقع الحال الذي تحدثت عنه تقارير منظمات الأمم المتحدة المعنية.
  • الادعاء بأن السوريين يحملون ذهنية، ترى أن لبنان محافظة سورية، وأن حزب البعث والمناهج التربوية، هي من تعلمهم ذلك، ادعاء غير دقيق، فرغم أن حزب البعث كان يقدم الانتماء لما يعرف بـ”الوطن العربي” على ما يعرف بالانتماء القطري، إلا أن المناهج السورية لا تحتوي على مصطلح من قبيل “لبنان محافظة سورية”.
  • الادعاء أعلاه يساهم في تنميط السوريين جميعهم في صورة مختلقة لا تتفق مع حقيقة التنوع الفكري والثقافي والانتماءات السياسية في سوريا، والتي لا تلتقي بالضرورة مع البعث وتصوراته القومية.
  • الادعاء بأن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وليد الجيش الحر المعارض، ادعاء يصطدم بالحقائق المثبتة، التي تؤكد انطلاق تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وانتشاره لاحقاً في سوريا، وتسلم العراقيين رئاسة التنظيم على امتداد السنوات السابقة من تاريخ تأسيسه وحتى الآن.
  • لم تخف الأحمدية معارضتها لحق الشعوب العربية في الوصول إلى الديمقراطية، وأبدت تأييدها للرئيس السوري والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، نافية وجود أي إثباتات حول استخدام السلاح الكيميائي في العراق وسوريا على حد سواء، وهو  ما يحتاج إلى أدلة قطعية تفند عشرات التقارير و الشهادات والوثائق التي نشرتها وسائل إعلام ومؤسسات دولية متخصصة.
  • القول إن النازح السوري خائف من مغادرة باريس الشرق، والعودة إلى سوريا، لأنه لم يكن مصدقاً وجوده في لبنان وجلوسه إلى جانب لبنانيين، لقد تعلموا أن يقولوا “بونجور”، بعدما باتت كلمة صباح الخير لا تعجبهم”. فيه من الازدراء الواضح الذي يأتي في سياق تكوين تصور مهين للسوريين.
  • دعوة الأحمدية لإعادة السوريين بـ”القوة، لأنه لا يمكن لـ 3 ملايين سوري البقاء في لبنان إلا إذا أسسوا دولة خاصة بهم”، ادعاء يناقض القانون الدولي العرفي والقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان، كما أن إحصائية النازحين السوريين المذكور ةمن جانبها، تناقض ما أعلنته جهات لبنانية رسمية.
  • القول إنه لا يمكنهم لـ اللبنانيين العيش مع السوريين، بسبب وجود اختلاف كبير في الثقافة، وعدم القدرة على التفاهم معاً”، فيه من الازدراء والتحريض ضد اللاجئين السوريين في سياق باتت تتزايد فيه حوادث الكراهية ضد السوريين في لبنان، فيما تصاعدت الدعوات إلى إعادتهم إلى بلادهم دون الأخذ بالاعتبار احتمالية تعرضهم لانتهاكات من جانب السلطات الأمنية السورية، خاصة وأن تقارير منظمات حقوقية أثبتت ذلك.

النتيجة:

الإعلامية اللبنانية استخدمت جملة من الادعاءات المضللة والمساهمة في تشكيل صورة نمطية حول اللاجئين السوريين، والتحريض ضدهم كفئة مستضعفة، وبنبرة مشحونة لا تخلو من الازدراء، وفي سياق قد يؤدي إلى زيادة حوادث العنصرية ضدهم، لذا يمكن تصنيف تصريحاتها في خانة “خطاب الكراهية” وفق معايير true platform.