هذه الادعاءات حول حادثة مقتل الإعلامي كندي العداي بدير الزور ملفقة

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، مجموعةٌ من المزاعم والادعاءات حول حادثة “مقتل” الإعلامي كندي العداي، الذي وجد “مشنوقاً” في شقته بحي الجورة بمدينة دير الزور، يوم أمس، إذ تداول نشطاء وصفحات وحسابات بدايةً، أن الجهات الأمنية في مدينة دير الزور أعلنت عن إلقاء القبض على المتهم بقتل الإعلامي، وأنه من عناصر الدفاع الوطني السابقين.

كما نشر صحفيون إلى جانب حسابات وصفحات على فيسبوك، تسجيلاً مع ادعاء أنه لشاهد عيان يكشف تفاصيل جديدة حول مقتل الناشط الإعلامي كندي العداي.

فيما نسبت صفحات وحسابات أخرى، نص رسالة لأهالي وعائلة الإعلامي كندي العداي، يعلنون فيها انتظار نتائج التحقيق.

أجرى فريق “ترو بلاتفورم” بحثاً عبر غوغل، وراجع حسابات رسمية وغير رسمية، وتبين خلاف الادعاءات.

نتائج البحث والتحري:

-لا يدعم البحث وجود أي منشورات أو أخبار على حسابات وزارة الداخلية السورية أو المؤسسات الرسمية بدير الزور كمحافظة دير الزور التي اعتادت نشر منشورات حول حوادث مماثلة، تثبت صحة الادعاء حول الإعلان عن إلقاء القبض على المتهم بقتل الإعلامي كندي العداي.

-أظهر البحث أن وسائل إعلام بعضها سوري، قالت بعدم صدور تعليق من الجهات الرسمية السورية حول الحادثة حتى الآن.

-لا يدعم البحث وجود أخبار مماثلة على وسائل الإعلام السورية، فيما نقلت صفحات ووسائل إعلام محلية خبراً مقتضباً حول العثور على جثة الإعلامي كندي العداي “مقتولاً شنقاً”، لكنها لم تنقل أخباراً حول إعلان مؤسسات أمنية في دير الزور عن إلقاء القبض على الجاني، كما لم تنشر أخباراً عن رسائل مزعومة لعائلة أو أهالي الإعلامي يبين موقفها مما جرى لابنها.

-تبين أن التسجيل المتداول والمنسوب لشاهد عيان مجهول، يتضمن اتهامات لشخص باسم “أبو جدامة” بمقتل العداي، دون تفاصيل أو أدلة جازمة كما لم يرد ما يثبت أنه شاهد عيان، بل يرد أن الأمن الجنائي تأكد من مسؤوليته “أبو دجانة” وأنه ببحث عنه الآن.

-أظهر البحث أن منهل العداي عم الإعلامي كندي العداي، نشر عبر حسابه في فيسبوك، منشوراً قال فيه أن ابن أخيه “قتل شنقاً بعد التعذيب”، وأنهم لا يملكون معلومات أو خيوط تشير لمن قام بهذا الفعل.. وأن “كل ما يتم تداوله جائز تصديقه ونفيه”.

شكك نشطاء ومقربون من العداي بما يتم تداوله من ادعاء حول مسؤولية “أبو جدامة” في قتل العداي، مشيرين إلى تعرض “العداي” للاعتقال والتعذيب في وقت سابق على يد عناصر الأمن العام، وتقديم الإعلامي لشكوى ضد عناصر من الأمن العام في دمشق.

-أظهر البحث أن عداي، سبق له أن انتقد الأمن العام “الأمن الداخلي” في منشورين عبر حسابه الشخص على فيسبوك نشر الأخير في 10 تموز/يوليو الفائت.

خلاصة:

-الادعاء أن المؤسسات الأمنية في دير الزور أعلنت عن إلقاء القبض على الجاني والمسؤول عن مقتل الإعلامي كندي العداي، ملفق.

-الادعاء أن التسجيل المتداول المنسوب لشاهد عيان يكشف تفاصيل جديدة حول مقتل الناشط الإعلامي، ملفق.

-الادعاء أن أهالي الإعلامي وجهوا رسالة للسوريين وللرأي العام حول مقتل ابنهم، ملفق.

تبين أن الادعاءات الثلاثة لا أساس لها من الصحة، لذا تم تصنيفها ضمن المحتوى “المفبرك”، وفق منهجية “ترو بلاتفورم”.

خلفية:

كندي العداي، ناشط وصحافي سوري من مواليد دير الزور في 1992، عُثر عليه مشنوقاً في منزله بحيّ الجورة أمس، وقال وسائل إعلام ونشطاء إن آثار واضحة للضرب والتعذيب بدت على جسده
وتداول صحفيون ونشطاء صوراً وتسجيلات لكندي، تُظهر مشاركته في نشرات إخبارية أو وقفات احتجاجية، وقالوا إنه كان ممن شاركوا مبكراً في الاحتجاجات والثورة ضد النظام السوري السابق في دير الزور.