هل استخدم كاتب سياسي سوري “خطاب كراهية” في وصف المسيحيين اللبنانيين؟

نشر الكاتب والناشط السياسي السوري، نبراس دلول، في 26 آذار/مارس 2023 على حسابه في موقع فيسبوك منشوراً يبدي فيه رأيه حول ما شهده لبنان من حالة اصطفاف طائفي على خلفية  قرار الحكومة اللبنانية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي مدة 25 يوماً، بداعي مراعاة الصائمين في شهر رمضان.

الرابط

وقال دلول: “كان الله في عون المسلمين في لبنان على غلاظة وسماجة وثقل دم المسيحيين هناك. فمسألة التوقيت عدا عن أنها مسألة سيادية بحتة، هي مسألة تقنية، …”.

الرابط

وكان القرار قد لاقى اعتراضاً من جانب الكنيسة المارونية، والتيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، إضافة إلى وسائل إعلام لبنانية، كما تسبب بإثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى حدّ التحريض الطائفي أحياناً، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التراجع عن القرار بعد نحو 48 ساعة من إصداره.

الرابط

وأضاف الكاتب: “العقل المسيحي اللبناني عقل مريض- كما هي جماعات هذا الشرق عموماً مسلمة ومسيحية_…”.

فهل يتضمن المنشور خطاب كراهية؟

يصف الكاتب في بداية منشوره المسيحيين في لبنان بـ”الغلاظة والسماجة وثقل الدم”، وفيه تعميم واضح، لأنه يضعهم كمجموعة دينية في مقابل المسلمين، بالقول: “كان الله في عون المسلمين في لبنان…”.

وغفل المنشور عما يشكله المسيحيون في لبنان من مجموعة كبيرة متنوعة من الطوائف والأحزاب والتيارات السياسية والفكرية والثقافية، وقد يكون من بينهم من لا يصنفون أنفسهم على أساس طائفي أو ديني.

ورغم أن المنشور ينتقد العقل الجمعي في فقرته اللاحقة لـ”جماعات المشرق مسلمة ومسيحية”، إلا أن ذلك لا يعفي الكاتب من الازدراء والتعميم في مقدمة المنشور ولغته التي تهين شريحة كبيرة من اللبنانيين.

ولم يلقَ المنشور سوى 22 تفاعلاً وأربعة تعليقات، وهو ما يخفف من تأثيره في إثارة الكراهية، إلا أن استخدام هذا الخطاب من جانب كتاب ونشطاء سياسيين وفاعلين في الشأن العام، قد يساهم في تقويض التماسك الاجتماعي ويرسي أسساً للعنف و إثارة الكراهية أو الطائفية التي عانت منها لبنان كما سوريا وعموم المنطقة، والتي تلقى رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 في النتيجة يمكن تصنيف المنشور ضمن خانة خطاب الكراهية وفق معايير فريق  TRUE.