هل تعد عبارة “كل من يدعم قسد ملحد” خطاب كراهية؟

نشر الناشط السوري نبيل العثمان Nabel Alothman (@Nabel_Alothman1) بتاريخ 1 نيسان/أبريل 2023، تغريدة على حسابه في موقع تويتر يقول فيها:

 “هل تلاحظون !! كل من يدعم #قسد هو #ملحد !! تسميتهم #ملاحدة لم تكن عن عبث يا، سادة”.

الرابط

ويعرف العثمان نفسه بأنه “ناشـط سـوري ♡ أنتمي للثـورة السـورية العظيمـة ثآئـر حتـى مطلـع النصر…✌🏻💚🌿 أحاول أن أرى الدنيا من زاوية منفرجة ♡”، ولديه 625 متابعاً.

الرابط

يستخدم الناشط السوري التعميم في وصف “كل من يدعم قسد “، وهم مجموعة ليست قليلة العدد، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها تمثل شريحة من السوريين، ممن قد لا ينتمون بالضرورة إلى “قوات سوريا الديمقراطية” الذراع العسكري لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، صاحب مشروع “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، التي تسيطر على مساحة تبلغ أكثر من ربع مساحة سوريا.

فهل يمكن أن يكون في التغريدة خطاب كراهية؟

الناشط يكمل وصفه بالقول: “تسميتهم #ملاحدة لم تكن عن عبث يا، سادة”، وهو توصيف مختصر من توصيف آخر هو “الملاحدة الأكراد أو #ملاحدة_الكرد ” استخدمه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مع “وحدات حماية الشعب” ولاحقاً مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية وداعميها، إبان ظهور التنظيم وخلال السنوات اللاحقة التي دارت فيها معارك طاحنة بين الطرفين.

لكن هذا التوصيف انتشر لاحقاً كنوع من “خطاب الكراهية” ضد عموم الكرد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، مع تصاعد الاستقطاب العرقي والطائفي في سوريا، وذلك عبر عملية تنميط، تحض على العداء والكراهية ضدهم.

بالنظر إلى أن التوصيف، يستخدم في سياق الازدراء والتحقير لشريحة سورية، ويحض على الكراهية والعداء، وهو لا يعد ضرباً من حرية التعبير عن الرأي، الذي يسمح بانتقاد المخالفين في الرأي أياً كان نوعه، بل نجد أن الناشط هنا يقوم بنوع من التصفية الرمزية من هذه الشريحة، مخاطباً جمهوراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينهم المتدينين أو الذين يرون الإيمان، شرطاً لتقبل الآخر المختلف.

وبالنظر إلى حجم التفاعل مع التغريدة، الذي وصل إلى 197 إعجاب، و19 تعليقاً، و23  إعادة تغريد بينها حساب يحمل اسم “جيش خلافة الشام الإلكتروني“، يمكن تصنيف التغريدة كخطاب كراهية، وفق معايير TRUE “”.