نسبت صفحات وحسابات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤخراً، منشوراً إلى الصحفي السوري قتيبة ياسين، يزعم أنه برر في العام 2015 ما سُمّي بــ “جهاد النكاح”.
وجاء في المنشور المزعوم:
“زواج المناكحة الذي تقوم به المسلمة المحتشمة البالغة 14 عاماً فما فوق أو مطلقة أو أرملة، جائز شرعاً مع المجاهدين في سوريا، وهو زواج محدود الأجل بساعات”.
تحرّى فريق ترو بلاتفورم حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر فيسبوك وغوغل، إضافة إلى مراجعة حسابات الصحفي الرسمية، ليتبين أن المنشور مفبرك.
نتائج البحث والتحري:
أظهر البحث أن نصاً مطابقاً نُسب عام 2013 إلى الداعية السعودي محمد العريفي، واعتُبر حينها بمثابة فتوى لـ”جهاد النكاح”، لكن العريفي نفى صحة ذلك، وقال إنها إشاعة مصدرها أجهزة الاستخبارات السورية التابعة لنظام بشار الأسد.
لم يُعثر على أي منشور أو تغريدة مشابهة في حسابات قتيبة ياسين.
تبين أن الصحفي سبق أن انتقد وسائل إعلام لترويجها ما وصفه بـ”كذبة جهاد النكاح”، مستشهداً بشهادة معتقلة سابقة في سجون النظام السوري، قالت إن الأجهزة الأمنية مارست ضغوطاً على سجينات لإجبارهن على الاعتراف بممارسة “جهاد النكاح” في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
خلاصة:
-المنشور المنسوب إلى الصحفي قتيبة ياسين بشأن “زواج المناكحة” مفبرك، وهو في الأصل نص قديم سبق أن نُسب عام 2013 إلى داعية سعودي.
-تبين أن الادعاء لا أساس له من الصحة، لذا صُنّف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية “ترو بلاتفورم”.
خلفية:
يعود انتشار مصطلح “جهاد النكاح” إلى بداية عام 2013، حيث نسبت وسائل إعلام فتوى مزعومة إلى الداعية السعودي محمد العريفي، لكن الأخير نفى ذلك آنذاك، واتهم الاستخبارات السورية بتلفيقها.
وأثار وزير الداخلية لطفي بن جدو في أيلول/ سبتمبر 2013، جدلاً كبيراً بتصريحه عن عودة “عشرات الفتيات التونسيات الحوامل” من سوريا بعد ممارسة “جهاد النكاح”، لكن وزارة المرأة التونسية نفت ذلك لاحقاً.
كما توصلت منصات متخصصة في التحقق، إلى استنتاج أن ما سمي بـ”جهاد النكاح” هو مصطلح مختلق ولا يستند إلى أي أساس فقهي أو ديني، نُسب زوراً إلى العديد من الدعاة منذ عام 2013، كما اتُّهم إعلام النظام السوري السابق بالترويج لهذا المصطلح آنذاك”.