اجتاح مقال تحت عنوان “ألغاز زلزال تركيا وحرب العالم الخفي” في الـ9 و10 و11من شباط/ فبراير 2023، مواقع التواصل الاجتماع(فيسبوك و تويتر) وعدد من المواقع العربية من بينها مواقع تنشط في شمال وشرقي سوريا.
ويدور حول فرضية أن الزلزال الذي ضرب مناطق في جنوبي تركيا وشمالي سوريا في الـ6 من الشهر ذاته، قد يكون بفعل مشروع “هارب ( HAARP ) الأمريكي أو ما يسمى بمشروع الشفق النشط عالي التردد ( ألاسكا ١٩٩٧ )” .
ونُسِبَ المقال مع تداوله، إلى أكثر من شخص، منهم رضوى مصطفى الشاذلي، التي تعرف عن نفسها كإعلامية مصرية.
رابط نشر في 9 شباط/ فبراير 2023
كما نسب موقع آخر المقال إلى الكاتب الصحفي المصري عبدالحليم قنديل.
رابط: نشر في 11 فبراير, 2023 , 4:08 م
بينما تكرر اسم” الدكتور جوزيف مجدي، وهو كاتب مصري أيضا.
كما في الرابطين التاليين: رابط 1
ومع تداوله بشكل متكرر، أثار المقال مجموعة تساؤلات، حول كاتبه الحقيقي أولاً و مصدره ثانياً و حول مضمونه ثالثاً ؟
تحرى فريق TRUE حقيقة المقال، فأظهر البحث العكسي، أن أقدم نسخة منشورة للمقال كان في حساب Joseph Magdy على موقع فيسبوك، وهو حساب يعرف عن نفسه بأنه “كاتب ومحلل سياسي، يقيم في القاهرة”، وأظهر البحث أن الحساب نشر المقال على الرابط: رابط المقال في 7 شباط/فبراير في الساعة 5:04
كما يظهر البحث أن الحساب ذاته، نشر يوم الخميس 9 شباط/ فبراير الساعة 2:17م مقالاً ثانياً جاء كجزء مكمل للمقال ذاته.
رابط: رابط المقال
ويظهر البحث أيضا أن موقع الرسالة المصري/ الكندي، نشر المقال بتعليق من رئيس تحريره الذي يشير بوضوح إلى أن المقال يعود للكاتب المصري جوزيف مجدي، الذي يعرف كمستشار لموقع الوطن المصري.
رابط: رابط المقال
رابط: رابط المقال
وفي حين لم يظهر البحث أية حالات نشر أقدم للمقال، يكون حساب Joseph Magdy على موقع فيسبوك، هو أقدم من نشر المقال، وهو مصدر المقال.
أما فيما يتعلق بمضمون المنشور، واحتمالية أن يكون المشروع الأمريكي، “هارب ( HAARP ) الأمريكي أو ما يسمى بمشروع الشفق النشط عالي التردد ( ألاسكا ١٩٩٧ )” السبب وراء الزلزال.
وجد فريق TRUE أنه وبعد أيام من انتشار هذه المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي نقلت وسائل إعلامية عربية ودولية، عن وكالة رويترز، التي نقلت بدورها عن خبراء، نفيهم لإمكانية أن يكون المشروع الأمريكي المذكور وراء حدوث الزلزال.
رابط: رابط المقال
وقال خبراء بحسب رويترز” إن “الزلزال الأخير في تركيا لم يكن بسبب برنامج عسكري أمريكي سابق يسمى برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد ( HAARP ) ولا تمتلك ( HAARP ) إمكانية تعديل الطقس التي تسبب الزلازل على عكس الادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقالت وسائل إعلام عربية إن “منشورات زعمت مسؤولية برنامج “هآرب” العلمي الأمريكي عن الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة من تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين 6 فبراير/ شباط، وأن تلك المنشورات ظهرت بعدة لغات، من بينها الإنجليزية والإسبانية والهولندية والعربية والمجرية والتشيكية، على صفحات لمستخدمين عاديين، وصفحات أشخاص يدّعون صفات علمية، أو يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء؛ وهو ما زاد انتشار الشائعة وأحدث قلقاً بين عشرات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل”.
رابط: رابط المقال
وذكرت وسائل أن البرنامج بات تحت إشراف جامعة ألاسكا -فيربانكس في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، لا يوجد أي عسكري أمريكي في مركز الأبحاث.
فيما نقلت وسائل إعلام عن خبراء قولهم إن “هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء اللوم على هارب زورا في إحداث كوارث طبيعية”.
رابط: رابط المقال
وبالعودة إلى حساب Joseph Magdy على موقع فيسبوك، سنجد أنه رد على التعليقات الواردة على الجزء الثاني من المقال الذي نشره على الرابط:
بتنويه قال فيه “اصدقائي الأعزاء، المقال لا ينفي أو يثبت تصور أمني ما لكارثة طبيعية تم إثارة حدوثها أو حدثت بالفعل، فهذا جدل علمي بحت له اهله، وإنما مجرد تحليل لتجميع بعض قطع البازل لصناعة زاوية إدراك لتحفيز الوعي نحو التفكير خارج الصندوق في مرحلة هامة ومفترق طرق يتغير فيه العالم من نظام قديم لنظام جديد يحاول فرض نفسه أمام نظام قائم يستخدم اقسي القوة لحماية سيطرة نفوذه، الكاتب قاضي رأي عام يجب أن لا يدافع الا عن ما يراه الحق، والله عز وجل هو من يزن القلوب والنوايا وحده، تحياتي وعزائي لكم جميعا”.
هنا نجد أن الكاتب صاحب المقال لا يجزم بصحة ما يطرحه من أفكار في مضمون مقاله،
وبالتالي يمكن الاستنتاج أن مضمون مقال الدكتور جوزيف مجدي، يقدم سيناريو لنظرية مؤامرة حول مسؤولية المشروع الأمريكي عن الزلزال، و هو غير مدعم بأدلة قطعية، وبالتالي فإن الادعاء/مضمون المقال غير صحيح.
ومن الملاحظ أن العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، نقلت المقال بطريقة القص واللصق، ولم تذكر المصدر الأساس الذي اقتبست منه، ما يعني إغفالها لذكر المصدر. ومساهمة في نشر معلومات تدعم نظرية المؤامرة كنوع من التضليل.