كيف نتقصى أكثر أشكال التضليل رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

أدوات وأمثلة عملية حول تقنية “البحث العكسي” عن الصور

مقدمة:

يَحّمِلُ الانتشار الهائل للتلاعب والتضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تأثيراتٍ وعواقب وخيمة على مصير المجتمعات في شتى أنحاء العالم؛ فقد يتسبب في الذعر العام، أو يقوض الثقة في المؤسسات العامة، أو يساهم  في تهديد العمليات الديمقراطية، في البلدان التي تتمتع بنظام سياسي قائم على المشاركة. 

أما على صعيد الأفراد، فيؤدي تعرض الناس لمعلومات مضلّلة، إلى تشوه تصوراتهم عن الواقع، ما قد يسفر عن اتخاذ قرارات غير مدروسة تؤثر في مصائرهم.

في هذا الإطار، تلعب الصور والفيديوهات، دوراً حاسماً في عمليات التضليل مقارنة بالنصوص والأخبار، إذ تشكل الصور غالبية المحتوى المضلل المنشور على عملاق مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، مقارنة بالروابط التي تؤدي إلى أخبار ومعلومات مزيفة، كما يلجأ المضللون، في أحيانٍ كثيرةٍ، إلى إعادة استخدام مقاطع فيديو، قديمة أو حديثة، مجتزأة أو كاملة، في سياقات جديدة، ولأهداف مختلفة، وهو ما شهدناه مراراً وتكراراً في سياق النزاع السوري الدائر منذ العام 2011، ونزاعات أخرى مشابهة.

ضمن هذا السياق، ترى “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أهمية تعزيز قدرات العاملين/ات في مجال الإعلام، والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان، فيما يتعلق بمواجهة التضليل، إضافة إلى أهمية “محو الأمية الإعلامية” لدى الجمهور، سواء عبر نشر المعرفة بالأدوات والمهارات المساعدة على التمييز بين المعلومات الموثوقة والمضللة، أو عبر تنمية التفكير النقدي لديه، للتعامل مع الرسائل الإعلامية التي يتعرض لها.

أهمية البحث العكسي عن المواد المرئية:

يعتبر استخدام تقنية البحث العكسي، أحد أهم المهارات التي تساعد في التحقق من الصور والفيديوهات التي نصادفها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث توفر  محركات بحث عديدة، ميزة البحث العكسي Reverse Search بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وقدراته على المقارنة بين الصور، واختيار المشابهة والمتطابقة مع الصورة المقصودة، لتوفر نتائج هائلة في وقت قياسي.

ويفيد البحث العكسي في حالات عديدة منها:

  • البحث عن تحميلات سابقة لصورة محددة.
  • معرفة ما إذا كانت الصورة أصلية (الصورة المصدر) أو جديدة.
  • معرفة متى وأين تمّ نشر الصورة أول مرة، ما لم تكن الصورة أصلية أو جديدة.

البحث العكسي ومراحل التحقق من الصور:

مع تصاعد زخم الجهود الرامية لمواجهة سيل الأخبار المضللة والكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عالمياً، تزايدت أعداد محركات البحث والمواقع التي أتاحت ميزة البحث العكسي عن الصور أو بحث الصورة العكسي، حيث تعتبر محركات مثل: غوغل (Google) ويانديكس (Yandex) وتين آي (TinEye) من أكثر المحركات التي يلجأ إليها المتخصصون في مجال تدقيق المعلومات، نظراً لما يوفره خيار استخدامها معاً، من نتائج متكاملة، عند التحقق من صحة الصور أو مقاطع الفيديو. 

وتتشابه خطوات البحث العكسي عن الصور عبر غالبية محركات البحث، إلا أنها تختلف من حيث النتائج.

وتفيد التجربة العملية، أننا غالباً ما نكون في حاجة لاستخدام عدة محركات بحث، وأساليب تحقق مختلفة، للحصول على نتائج أوسع وخيارات أفضل للتحقق من الصور أو مقاطع الفيديو.

استخدام محرك البحث Google للتحقق:

يوفر محرك البحث غوغل، خدمة بحث الصورة العكسي Google Images أو ما يعرف أيضاً بعدسة غوغل (Google Lens)، منذ العام 2011، حيث تتيح هذه الخدمة لمستخدمها: 

  • إمكانية البحث عن صور أخرى بعناصر مشابهة للصورة التي يجري البحث عنها.
  • إمكانية اقتصاص جزء من الصورة، وإجراء بحث عكسي للحصول على صور تحتوي على عناصر مشابهة لتلك الموجودة في منطقة الاقتصاص.
  • إمكانية التقاط أي نص مرئي ظاهر في الصورة.
  • إمكانية ترجمة أي نص مرئي ظاهر في الصورة إلى اللغة التي يختارها.

لقراءة المقال كاملاً انقر هنا

هذه المادة من انتاج منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة. ننشرها هنا في إطار  التعاون، ضمن حملة #نتحقق_أولاً.