ما حقيقة تصريح وزير الداخلية الفرنسي عن “الإرهاب السني”؟

نسبت صفحات وحسابات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤخراً، تصريحات إلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، زعمت أنه اعتبر ما وصفه “الإرهاب السني” الخطر الأول على فرنسا وأوروبا.


تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، صحة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر غوغل وراجع حسابات رسمية، وتبين أن التصريح قديم وأُعيدَ تداوله بشكل مجتزأ من سياقه الحقيقي.

نتائج البحث والتحري:

-أظهر البحث أن التصريح الأصلي يعود إلى أيار/مايو 2023، أدلى به دارمانان خلال زيارة إلى الولايات المتحدة، حيث قال فيه: “الخطر الأول بالنسبة للأوروبيين ولفرنسا هو الإرهاب الإسلامي السني، والتعاون بين أجهزة الاستخبارات لمكافحته ضروري للغاية”.

-تبين أن هذه التصريحات جاءت حينها في إطار تعزيز التعاون الأمني مع واشنطن، تحضيراً لاستضافة باريس الألعاب الأولمبية عام 2024، وارتبطت بالمخاوف من تهديدات أمنية خلال تلك الفترة.

-أظهر البحث أن دارمانان لم يعد يشغل منصب وزير الداخلية منذ 21 أيلول/سبتمبر 2024، إذ تولى برونو ريتايو المنصب ضمن حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه.

-أعيد تداول الادعاء مؤخراً عبر وسم “عاجل”، بما يوحي أن التصريح حديث، لكن لم يدعم البحث نقل أي وسيلة إعلامية موثوقة تصريحاً مماثلاً عن دارمانان، منذ عام 2023.

خلاصة:

– التصريح المنسوب إلى جيرالد دارمانان والذي وصف فيه “الإرهاب السني” بأنه “الخطر الأول” على فرنسا وأوروبا قديم، ويعود إلى أيار/مايو 2023.

– لا يشغل جيرالد دارمان حالياً منصب وزير الداخلية الفرنسي، وقد تسلم المنصب برونو ريتابو منذ أيلول/سبتمبر 2024 الماضي.

– تبين أن التصريح قديم وجرى إعادة نشره في سياق مغاير، لذا تم تصنيفه ضمن محتوى “مجتزأ من سياقه” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة في أيار/مايو عام 2023، اعتبر وزير الداخلية الفرنسي السابق جيرالد دارمانان أن “الإرهاب الإسلامي السني” هو أبرز تهديد لبلاده وأوروبا. ودعا في نفس السياق الولايات المتحدة إلى تعاون مشترك من أجل مكافحة الإرهاب لا سيما قبل استضافة باريس أولمبياد 2024 الصيفي.

ونقلت وسائل إعلام إن دارمانان اختتم زيارة استمرت يومين وشملت واشنطن ونيويورك ومقر الأمم المتحدة، هدفت إلى تعزيز التعاون بين الشرطة والقضاء في فرنسا والولايات المتحدة الملحوظ في اتفاق وقعه البلدان عام 2016، ويطال مجالات مكافحة “الإرهاب” والجرائم الكبرى.

وخلال الزيارة، التقى دارمانان مسؤولين أمريكيين وزار مقر تدريب لعناصر مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي”