تداولت صفحات وحسابات عبر منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، هاتين الصورتين مع ادعاء أنهما تظهران؛ “أبو سلامة، قيادي في هيئة تحرير الشام، وأبو فاروق الإيغوري، قيادي في الحزب التركستاني، وأنهما قتلا في الغارة الجوية التي نفذتها طائرة مسيرة منسوبة للتحالف الدولي، الخميس، واستهدفت سيارة على طريق مطار حلب الدولي.
في ذات السياق، تداولت حسابات و صفحات ذات الصورتين، دون الإشارة إلى هوية الشخصين، مكتفية بأنهما المستهدفان في الغارة المذكورة.
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، صحة الادعاء، وأجرى بحثاً عكسياً عن الصورة، كما أجرى بحثاً عبر غوغل وراجع حسابات رسمية للتحالف، وتبين خلاف الادعاء.
نتائج البحث والتحري:
-أظهر البحث العكسي أن الشخص الظاهر في الصورة الأولى، هو فضل الرحمن جاد باكستاني، ألقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) القبض عليه في 16 كانون ثاني 2019، خلال حصار بقايا تنظيم داعش بريف دير الزور.
-أظهر البحث بواسطة أداة “Pimeyes” المتخصصة في البحث عن الوجوه، أن الشخص الظاهر في الصورة الثانية هو القيادي ربيع العثمان المعروف بـ “أبو كرمو مورك” الذي نشرت حسابات على فيسبوك وإكس خبر مقتله في حزيران/يونيو 2023 بقصف روسي على جبل الزاوية.
– لا يدعم البحث وجود توضيح أو بيان على حسابات التحالف الدولي أو عملية العزم الصلب أو القيادة المركزية الأمريكية، حول الغارة.
– نقلت وكالة هاوار، النشطة في شمال وشرق سوريا، في خبر مقتضب، عن مراسلها أن الشخصين المستهدفَين في قصف الطائرة المسيّرة هما “أبو فاروق الإيغوري من الحزب الإسلامي التركستاني وأبو سلامة وهو قيادي في “هيئة تحرير الشام”، دون تفاصيل إضافية.
– لا يدعم البحث وجود أخبار على وسائل إعلام سورية رسمية أو مستقلة أخرى، تكشف أسماء أو بيانات حول من جرى استهدافهم.
– أظهر البحث أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رجح في خبر أن يكون أحد المستهدفين “ينتمي إلى تنظيم جهادي”.
-لا يدعم البحث وجود قيادي ملقب بـ أبو فاروق الإيغوري في صفوف الحزب الإسلامي التركستاني.
-لا يدعم البحث وجود قيادي ملقب بأبو سلامة في هيئة تحرير الشام سابقاً، بل كان هناك القيادي أبو إبراهيم سلامة، القائد السابق لـ “لواء عمر بن الخطاب”.
خلاصة:
– الادعاء أن فاروق الإيغوري قيادي في الحزب التركستاني، قتل مع أبو سلامة القيادي في هيئة تحرير الشام، خلال قفص مسيرة على طريق مطار حلب، ملفق.
– أبو فاروق الإيغوري وأبو سلامة، لقبان لشخصيتين وهميتين.
– إحدى الصورة المتداولة تعود لـ فضل الرحمن جاد وهو عنصر من تنظيم داعش اعتقلته قسد 2019، و الثانية لـ ربيع العثمان “أبو كرمو مورك”؛ قيادي ميداني بهيئة تحرير الشام، قتل عام 2023 بقصف روسي.
– تبين أن جميع جوانب الادعاء لا أساس له من الصحة، لذا تم تصنيفه ضمن محتوى “مفبرك”، وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
ومنذ شباط فبراير الماضي، ينفذ التحالف الدولي ضد داعش عمليات إنزال أو قصف شمال سوريا، لاستهداف عناصر أو قيادات جهادية، أسفرت إحداها عن مقتل القيادي البارز في تنظيم “الدولة” ضياء زوبع مصلح الحرداني في حزيران/يونيو الماضي، فيما قتل عضو بارز في التنظيم كان يُنظر إليه على أنه مرشح لقيادة التنظيم في سوريا أواخر آب/أغسطس الفائت.