تداولت حسابات وصفحات عبر منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، ادعاءً مفاده أن روسيا أعلنت أن لقاحها الجديد للسرطان أصبح جاهزاً للاستخدام، وسيقدم مجاناً لجميع المرضى.
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر غوغل، وعاد إلى حسابات رسمية، وتبين أن الادعاء مضلل.
نتائج البحث والتحري:
– أظهر البحث أن وسائل إعلام نقلت عن رئيسة الوكالة الفيدرالية الطبية والبيولوجية الروسية (FMBA)، فيرونيكا سكفورتسوفا، قولها إن لقاح “إنتيروميكس” (EnteroMix) للسرطان أصبح جاهزاً للاستخدام بعد اجتيازه بنجاح التجارب ما قبل السريرية، وهم الآن بانتظار الموافقة الرسمية من وزارة الصحة الروسية، لبدء استخدامه سريرياً.
– تبين أن اللقاح الروسي اجتاز مرحلة التجارب ما قبل السريرية التي تجرى على الحيوانات، إضافة إلى المرحلة المبكرة من التجارب السريرية، ويحتاج إلى إتمام المراحل الثانية والثالثة ما بين أعوام (2025-2027)، ثم الحصول على موافقات تنظيمية دولية، وتوسيع الإنتاج ليصبح متاحاً عالمياً، بحلول 2028 أو بعد ذلك.
– تبين أن وسائل إعلام استخدمت عناوين مبالغ فيها في أخبارها حول اللقاح، من قبيل: “لقاح السرطان الروسي أصبح جاهزاً للاستخدام“، لقاح روسي جاهز للاستخدام ضد السرطان“.
– أعلن أندريه كابرين كبير أطباء الأورام بوزارة الصحة الروسية في لقاء مع إذاعة روسيا، أن اللقاح سيكون مجانيا للمواطنين الروس.
– يشير أخصائيون إلى أن اللقاح يحتاج إلى تحليل الحمض النووي لكل مريض، مما يرفع التكلفة ويحد من التوزيع المجاني عالمياً.
خلاصة:
الادعاء أن روسيا أعلنت أن لقاحها الجديد للسرطان أصبح جاهزاً للاستخدام غير دقيق.
-استخدمت وسائل إعلام عربية عناوين صفراء تعتمد المبالغة في توصيف اللقاح ما ساهم في انتشار معلومة غير دقيقة.
-اللقاح الروسي اجتاز المرحلة المبكرة من الاختبارات السريرية، ولا يزال بحاجة لمراحل عدة، ستستغرق سنوات قبل أن يصبح متاحاً للاستخدام العام.
-اللقاح سيكون مجانياً للمرضى الروس فقط.
-تبين أن الادعاء يتضمن معلومات حقيقية وأخرى كاذبة لذا تم تصنيفه ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
تبين أن المراحل التي يمر بها أي لقاح أو علاج قبل أن يصبح متاحاً للمرضى، تبدأ بمرحلة البحث الأولي والتطوير التي يجري فيها العمل في المختبرات لتحديد المركبات التي يمكن أن تعالج المرض.
ومن ثم مرحلة التجارب ما قبل السريرية (Preclinical)والتي تجرى على الحيوانات أو في المختبر، والهدف منها التأكد من السلامة الأولية والفعالية المحتملة وقد أعلنت روسيا أنها أنهت هذه المرحلة بنجاح.
هناك أيضاً مرحلة التجارب السريرية على البشر (Clinical Trials) وتنقسم بدورها إلى مراحل حيث يجرب اللقاح على عدد محدود من المتطوعين (عشرات فقط). ومن ثم مئات المرضى. ومن ثم آلاف المرضى من دول متعددة. وأخيراً وبعد الموافقة، يتم متابعة الدواء أو اللقاح لدى المرضى في الاستخدام اليومي لرصد المضاعفات النادرة أو طويلة الأمد.
ويتميز هذا اللقاح الروسي، بتقنيته القائمة على تحليل الحمض النووي للخلايا السرطانية، مما يتيح تخصيص العلاج بدقة، لكن مختصين يشيرون إلى تحديات مرتبطة بتكلفة العلاج وإمكانية تعميمه على نطاق واسع.
كما لا توجد بيانات منشورة تؤكد سلامة وفعالية هذا اللقاح في التجارب البشرية، فنجاح التجارب ما قبل السريرية لا يعني بالضرورة أن العلاج سيكون بنفس الفعالية على مرضى من خلفيات جينية مختلفة أو في مراحل متقدمة من المرض”.