تداولت صفحات وحسابات عبر منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، هذه الصور مع ادعاء أن صاحبها “إرهابي” صوّر نفسه في السويداء خلال دخول الجيش السوري وقوات الأمن العام إليها منتصف تموز/يوليو الفائت، وأنه بات يتجول في سوريا ويوجه التحية لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة.”
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform صحة الادعاء، وأجرى بحثاً عكسياً عن الصور، وبحثاً عبر فيسبوك وغوغل، وتبين أنه مضلل.
نتائج البحث والتحري:
-أظهر البحث المتقدم عبر فيسبوك أن الصورة التي زعم أنها ملتقطة في السويداء، نشرتها حسابات وقالت إنها لعنصر من الجيش السوري/ قوات الحرس الجمهوري/ إدارة الإطعام، اسمه “أحمد بكري الشيخ”، ويتحدر من مدينة كفرنبل، كما نعته صفحات وقالت إنه قتل في القصف الإسرائيلي للجيش السوري في السويداء في 15 تموز/يوليو 2025.
-أظهر البحث أن صورة”أحمد بكري الشيخ” قد جرى تعديل اتجاهها قبل تداولها، كما تبين أنها ملتقطة في قرية أطمة شمال محافظة إدلب، ويظهر في الخلفية محل مجوهرات الحاج مصطفى، وهذا هو موقعها.
-أظهر البحث أن صاحب الصورتين المتبقيتين، تيك توكر سوري اسمه عبداللطيف الطيب ومعروف بـ”عبود الجولاني” وقد نشر مقطعاً مصوراً ردد فيه أنشودة “ثائرٌ من تورا بورا” الجهادية حيث يمجد أسامة بن لادن في نهايتها. وأكد أنها أحياء لذكرى أحداث 11 أيلول/سبتمبر ،التي نفذها تنظيم القاعدة عام 2001.
-أظهر البحث أن عبداللطيف الطيب يدعم “السلفية” وسبق له أن نشر محتوى يروج لها ويعتبرها “الفرقة الناجية” يوم القيامة.
-أظهر البحث أن “الطيب” ينشر محتوى داعم للحكومة السورية الجديدة وللرئيس السوري أحمد الشرع، لكن لم يظهر البحث وجود ما يثبت انتماؤه إلى تشكيلات عسكرية أو إلى الجيش أو الحكومة السورية أو إحدى مؤسساتها.
خلاصة:
– الادعاء بأن صاحب الصور المتداولة التقط إحداها في السويداء خلال دخول الجيش السوري إليها منتصف تموز/يوليو الماضي، قبل أن يوجه تحية لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة مؤخراً، هو ادعاء غير صحيح.
– إحدى الصور المتداولة تعود لعنصر من الجيش السوري قُتل خلال قصف إسرائيلي في السويداء بتاريخ 15 تموز/يوليو الماضي.
– الصورتان المتبقيتان تعودان لـ”تيك توكر” سوري، قام بالفعل بتمجيد أسامة بن لادن في مقطع مصوّر نُشر بمناسبة ذكرى أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة.
– تبيّن أن الادعاء يتضمن معلومات حقيقية وأخرى كاذبة، لذلك صُنِّف ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
في أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء عقب الاتفاق مع وجهاء المدينة، وذلك بعد ساعات من بدء دخول قواته إليها بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن بدء هجمات تستهدف آليات ودبابات وناقلات جند تابعة للقوات السورية، وقال متحدث عسكري إسرائيلي: “بدأنا في مهاجمة آليات عسكرية سورية في منطقة السويداء”.
وفي تصريح للقناة 12 الإسرائيلية، قال مسؤول أمني: “سوف نستهدف أي سلاح دخل السويداء أو يشكّل تهديداً على حدودنا”.
وكانت التوترات قد اندلعت في تموز/ يوليو 2025 بعد حادثة خطف بين مسلحين بدو ودروز، لتتطور سريعاً إلى مواجهات واسعة في مدينة السويداء وريفها.
تدخلت القوات الحكومية السورية، وأعلنت أن تدخلها جاء لفض النزاع لكنها حاولت السيطرة على المحافظة بشكل كامل، لكن التدخل الإسرائيلي وشنها لضربات جوية قالت إنها لحماية الدروز، أوقف التقدم الحكومي.
في السياق، وثقت منظمات حقوقية، منها العفو الدولية، عمليات إعدام ميداني واعتداءات على مرافق مدنية، ما أدى إلى أزمة إنسانية رافقها وقوع مئات القتلى وتهجير واسع للمدنيين، أعقبها إجلاء آلاف العائلات من المدنيين البدو.
وفي 19-20 تموز/ يوليو، أُعلن عن وقف إطلاق نار بوساطة دولية، انسحبت بموجبه القوات الحكومية والقبائل التي تدخلت أيضاً وزعمت أنها فزعة لنصرة الضحايا من البدو، بينما احتفظت الفصائل الدرزية بانتشارها.