تداول نشطاء إلى جانب صفحات وحسابات عبر منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، تصريحات منسوبة لمسؤول سوري وصف بـ”الرفيع” أدلى بها لوكالة رويترز، جاء فيها أن: “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح الجانب التركي ضوءاً أخضر للتحرك في ملف قوات سوريا الديمقراطية”.

وورد في التصريحات أيضاً أن “تركيا ترفض بشكل قاطع أي حكم ذاتي كردي، وترى أن الوجود الكردي المسلح في شمال سوريا خطرٌ على أمنها القومي”، وأن “أنقرة بدأت تفقد صبرها وستساند العمل العسكري ضد قسد في حال عدم تنفيذ اتفاق مارس/آذار مع نهاية العام”.
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform صحة التصريحات، وعاد إلى موقع رويترز وأجرى ترجمة لتقرير نشرته الوكالة حول سوريا، وتبين أن التصريحات غير دقيقة و انتقائية.
نتائج البحث والتحري:
-مصدر التصريحات المتداولة هو تقرير نشرته الوكالة، أمس الإثنين، تحت عنوان “العنف الطائفي يهدد بتقسيم سوريا رغم دبلوماسية الشرع“.

-أوضحت ترجمة التقرير أن مسؤولاً سورياً “رفيعاً” قال للوكالة إن “تركيا بدأت تفقد صبرها وستدعم عملاً عسكرياً ضد الأكراد”. غير أن المسؤول لم يقل إن “أنقرة تعارض بشدة الحكم الذاتي الكردي وتعتبر الجيب الكردي في شمال سوريا تهديداً لأمنها القومي”، فهذه العبارة تعود إلى صياغة الوكالة نفسها وجاءت كإضافة لتوضيح جانب من السياق العام.
-أوضحت الترجمة أن المسؤول أضاف أن “دمشق طلبت من أنقرة تأخير أي هجوم عسكري للسماح بتطور المفاوضات. وقد وافقت تركيا على توفير التدريب والذخائر للجيش السوري”، وقال إن “المهلة تمتد عملياً حتى نهاية العام”.
-أوضحت الترجمة أن المسؤول أشار إلى أن “دمشق تعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد منح تركيا حرية التصرف لحل ملف الأمن الكردي”، ويُفهم هذا الاعتقاد على أنه نسبي، إذ لم ينقل المسؤول معلومات مؤكدة بشكل نهائي.
-أوضحت الترجمة أن ناشري التصريحات لم يأتوا على ذكر أن “وزارة الدفاع التركية رفضت التعليق لرويترز على إمكانية تنفيذ أي عمل عسكري. كما لم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق” بينما أوضح صحفيون ذلك في منشوراتهم.
-أوضحت الترجمة أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأمريكية قال للوكالة إن “الولايات المتحدة ترغب في رؤية سوريا مستقرة وسلمية ومزدهرة، مما يتطلب الوحدة، لكن الأمر يعود للشعب السوري لاختيار نوع الحكومة التي يريدها”.

خلاصة:
-الادعاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح الجانب التركي ضوءاً أخضر للتحرك في ملف قسد، غير دقيق.
-المسؤول السوري قال لرويترز إن “دمشق تعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح تركيا حرية التصرف لحل قضية الأمن الكردي”.
-تبين أن الادعاء يقدم الحقائق بصورة مجتزأة؛ بحيث يركز على بعضها ويتجاهل بعضها، لذا تم تصنيفه ضمن محتوى “انتقائي” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
سبق أن اتهمت تركيا “قسد” بمحاولة استغلال الأزمة الإسرائيلية في سوريا لتعزيز مواقعها على الأرض، حيث قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: إنّ “قسد تتباطأ في تنفيذ اتفاق آذار مع دمشق، وتراهن على موجة جديدة من عدم الاستقرار لتحسين شروطها”.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد قال قبل يومين إن “الاتفاق مع قسد وُضع له مدة إلى نهاية العام وكنا نسعى لأن تُطبّق بنوده نهاية شهر 12 القادم، مضيفاً أن “المفاوضات كانت سارية بشكل جيد ولكن يبدو أن هناك نوع من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق.



