تصحيح حول خبر تمديد ترامب لحالة الطوارئ بشأن سوريا

تداولت صفحات وحسابات عبر فيسبوك وإكس، مساء الأربعاء، خبراً عاجلاً ونسبته إلى وكالة بلومبرغ الأمريكية، مفاده أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدد حالة الطوارئ بشأن سوريا لمدة عام.
لكن فريق شبكة تدقيق المعلومات-True Platform، تلقى استفسارات من متابعين حول صحة ما نشرناه لذا أعاد الفريق التحقق من صحة #الادعاء وراجع حسابات وكالة بلومبرغ، كما عاد إلى حسابات رسمية للحكومة الأمريكية، وتبين أن نسب الخبر إلى بلومبرغ غير صحيح، إلا أن تمديد حالة الطوارئ صحيح.
نتائج البحث والتحري:
– تبين أن السجل الفيدرالي الرسمي الأمريكي الذي يعد بمثابة الجريدة الرسمية للحكومة الأمريكية، كان قد نشر وثيقة رئاسية صادرة عن المكتب التنفيذي للرئيس بتاريخ 2 تشرين الأول/أكتوبر 2025، تقر استمرار حالة الطوارئ الوطنية بشأن سوريا.
– تبين أن حالة الطوارئ هذه فرضت لأول مرة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894، في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وتُجدد عادة في هذا الشهر من كل عام.
-تبين أن الرئيس الأمريكي رفع العقوبات عن سوريا في المرسوم الصادر في30 حزيران/يونيو 2025، وأبقى على حالة الطوارئ هذه، بل ووسّعها لإبقاء العقوبات على قيادات النظام السابق ومنتهكي حقوق الإنسان ومرتكبي جرائم الحرب خلال حقبة بشار الأسد، على اعتبار أن هؤلاء لا يزالون يشكلون تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
– أظهر البحث أن هناك حالة طوارئ ثانية بشأن سوريا، فرضت بموجب الأمر التنفيذي رقم 13338 الصادر في 11 أيّار/مايو 2004، وكان أخر تجديد لها في أيار/ مايو 2025.
– تبين أن حالة الطوارئ المفروضة منذ 11 أيّار/مايو 2004 وفق الرقم 13338، كانت الأساس القانوني لكثير من العقوبات التي فُرضت فيما بعد على سورية. لكنها أنهيت في30 حزيران/يونيو 2025، بعد قرار الرئيس الأمريكي رفع العقوبات عن سوريا.
– لم يعثر فريقنا في حسابات وكالة بلومبرغ أو موقعها أو في قسم الأخبار العاجلة (Latest News) أو في رابط البث المباشر لنقل الأخبار العاجلة لمحطة التليفزيون (Bloomberg Television)، على خبر عاجل أو غير عاجل يخص تمديد جديد لحالة الطوارئ بشأن سوريا.
– لم يظهر البحث حينها أي أخبار جديدة حول تجديد ترامب لحالة الطوارئ بشأن سوريا، بينما وجدنا أن أكثر من وسيلة إعلام كانت قد نشرت في أيار/مايو الماضي خبراً بالعنوان نفسه؛ ترامب يجدد حالة الطوارئ بشان سوريا.
– الالتباس بين حالتي الطوارئ المفروضتين على سوريا، خاصة أن الرئيس الأمريكي جدد إحداها في شهر أيار/مايو الماضي، أوصل فريقنا إلى نتيجة خاطئة.
خلاصة:
– الادعاء أن الرئيس الأمريكي جدد حالة الطوارئ الوطنية بشأن سوريا صحيح.
– الادعاء أن وكالة بلومبرغ نقلت خبراً عاجلاً حول تجديد الرئيس الأمريكي لحالة الطوارئ بشان سوريا غير صحيح.
– هناك حالتي طوارئ مفروضتين على سوريا إحداها منذ 2024 والثانية منذ 2019.
– جدد الرئيس الأمريكي حالة الطوارئ المفروضة منذ 2004 في أيار/مايو الفائت، في حين جدد حالة الطوارئ المفروضة منذ 2019، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
 خلفية:
أثار التمديد الجديد لحالة الطوارئ بشأن سوريا، بعد أشهر من إعلان الإدارة الأميركية عن إنهاء العقوبات الشاملة وحالة الطوارئ المرتبطة بها، موجة جديدة من الجدل في الشارع السوري وخاصة بين مؤيدي الحكومة السورية ومعارضيها، حيث يرى الفريق الأول أن إعادة تمديد حالة الطوارئ بعد توسيعها لتشمل عقوبات على قيادات النظام السابق، خطوة تصب في صالح الحكومة السورية.
بينما يرى الفريق الثاني أنها تعد بمثابة تراجع عن وعود الحكومة الأمريكية بإزالة العقوبات عن سوريا، تأتي نتيجة لاستمرار الانتهاكات بحق المدنيين السوريين، خاصة بعد وقوع مجازر في الساحل السوري و محافظة السويداء.
لكن وسائل إعلام عربية ترى أن حالة الطوارئ الأميركية المرتبطة بسوريا ليست وليدة السنوات الأخيرة فقط، بل هي امتداد لمسار بدأ منذ عام 2004،  وأن خطوة التجديد الأخيرة تتيح لواشنطن استخدامها ليس فقط كأداة ردع، بل أيضاً كورقة تفاوضية توازن بها بين تشجيع الاستقرار والإبقاء على القدرة على العقاب عند الحاجة.