هذه التصريحات المنسوبة لوزارة الدفاع التركية عن تدخل ضد قسد مضللة

نسبت صفحات وحسابات في منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، تصريحات إلى وزارة الدفاع التركية مفادها أن الجيش التركي قد “يتدخل في حال تصاعد الصراع القائم بين قوات الحكومة السورية و قوات سوريا الديمقراطية”.

وزعم ناشروا التصريحات أن الدفاع التركية أشارت إلى استعدادها لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع الجيش السوري، وذكرت بالمهلة المحددة لاندماج قسد مع نهاية العام، وحذرت من التعنت ورفض الانخراط تحت راية الدولة وأن تركيا لن تسمح بتحويل شمال سوريا إلى بؤرة فوضى.

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات True Platform صحة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث والمواقع ووسائل الإعلام التركية، ليتبين أن التصريحات ملفقة.
نتائج البحث والتحري:
– أظهر البحث أن التصريحات المنسوبة لوزارة الدفاع التركية، مجتزأة من تقرير تحليلي نشرته صحيفة تركيا أمس، تحت عنوان: “عقدة منظمة قسد ستحلّ في أنقرة! إذا خانت YPG فنحن إلى جانب سوريا”.
– تعرف صحيفة تركيا بأنها موالية للحكومة التركية، ومعروفة بتأييدها لسياسات الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية.
– أظهر البحث أن التقرير قال إن مصادر في وزارة الدفاع التركية(دون تسميتها) أشارت إلى أن “عدم التزام قسد بتعهداتها يشكل تهديداً لوحدة سوريا ولأمن تركيا القومي. وأن حساسيتها تركيا تجاه الأمر واضحة جداً،…وأن مكافحة الإرهاب ستستمر بحزم بالتعاون مع الإدارة السورية في دمشق… و إذا لزم الأمر، فإن تركيا ستقدّم كل أشكال الدعم لضمان أمن واستقرار سوريا، وكذلك لضمان الأمن القومي التركي”.
يستند التقرير التفسيري في أجزاء منه على بيان لوزارة الدفاع التركية صدر مطلع شهر أيلول/سبتمبر الفائت، ورد فيه ما يلي:””إن عدم وفاء قسد بتعهداتها “يشكل تهديداً لوحدة سوريا ولأمننا الوطني… وأنها ستقدم عند الضرورة كل أنواع الدعم اللازم لسوريا سواء للإسهام في استقرارها أو لضمان أمن تركيا،.. وأن “على تنظيم قسد الإرهابي الالتزام بالاندماج في الجيش السوري والتخلي عن أي عمل أو خطاب يمس بوحدة البلاد”
– لم يعثر على أخبار أو تصريحات مماثلة على حسابات وزارة الدفاع التركية، تثبت صحة الادعاء.
– لم يعثر على أخبار أو تصريحات جديدة مماثلة في وسائل الإعلام التركية أو السورية، تثبت صحة الادعاء.
خلاصة:
– الادعاء أن وزارة الدفاع التركية قالت إنها ستتدخل في حال تصاعد الصراع القائم بين الجيش السوري وقسد، غير صحيح.
– التصريحات المنسوبة لوزارة الدفاع هي في الأصل مجتزأة من تقرير تحليلي نشرته صحيفة تركيا، الموالية للحكومة التركية، أمس.
– جزء من التصريحات المتداولة ورد في التقرير منسوباً إلى مصادر من وزارة الدفاع التركية، دون تسميتها.
– تبين أن التصريحات المتداولة تتضمن مزيجاً من المعلومات الصحيحة والخاطئة، لذا صنف الادعاء ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
انتشر التصريحات السابقة عقب الاشتباكات الأخيرة التي حدثت في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بمدينة حلب، ووصول وفد من قيادة قسد والإدارة الذاتية إلى دمشق بعد ذلك، وسط أنباء عن إعادة إحياء اتفاق 10 آذار/مارس بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
وكان الحيين ذي الغالبية الكردية، قد شهدا تصعيداً عسكرياً بعد محاصرته من قبل الأمن العام، ليتطور إلى مواجهات بينها وبين قوات الأسايش التابعة لإدارة الحيين.

وقالت منصة “اتصالات شمال وشرق سوريا” عبر “إكس” إن المباحثات ركزت على أربع قضايا رئيسية: تعديل الدستور، دمج القوات العسكرية، وقف إطلاق النار، وعودة النازحين، مضيفة أن هذه الملفات “بالغة الأهمية”.

وأشار وفد “قسد” إلى أن النقاش حول تعديل الدستور السوري كان محورياً، مشدداً على أن “أي دستور جديد يجب أن يمثل جميع المكونات السورية ويحمي حقوقها دون تمييز”.

وأضافت أن الاجتماع مبدأ دمج “قوات سوريا الديمقراطية” وقوى الأمن الداخلي ضمن “إطار وطني موحّد”، في خطوة وُصفت بأنها “باتجاه تشكيل جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين”.