هل صحيح أن سوريا ستعيد رفات الجاسوس إيلي كوهين إلى إسرائيل؟

نسبت وسائل إعلام سورية وعربية وصفحات وحسابات عبر مواقع التواصل، مؤخراً، خبراً إلى وسائل إعلام إسرائيلية، مفاده أن “رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين المدفون في سوريا قد تُسلم قريباً لإسرائيل”.

 وفي ذات السياق، تداولت حسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن تقارير عبرية أشارت إلى احتمال أن تُسلّم سوريا قريباً عينة DNA من رفات يُعتقد أنها تعود للجاسوس إيلي كوهين. وإذا ما تأكدت هويته، سيتم نقل الرفات إلى إسرائيل.

وإيلي كوهين الذي ولد لعائلة يهودية في مصر، عمل جاسوساً لإسرائيل في سوريا باسم “كامل أمين ثابت”، لكنه اكتشف وأعدم عام 1965.

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform عن صحة الخبر، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث ومواقع التواصل ووسائل الإعلام الإسرائيلية، وتبين أن الادعاء مشكوك فيه.

نتائج البحث والتحري:

– أظهر البحث أن مصدر الخبر هو قناة الحدث السعودية التي نشرته أولاً عبر حسابها الرسمي للأخبار العاجلة في تويتر ونسبته إلى مصادر مجهولة قالت: “رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين المدفون في سوريا قد تسلم قريباً لإسرائيل”.

– لم تنشر قناة الحدث أو قناة العربية السعوديتين اللتان نقلتا الخبر العاجل عبر حساباتهما، أي تفاصيل إضافية، عن قرب تسليم الرفات في أخبار أو تقارير لاحقة، حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

تبين أن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نشرت الخبر الأحد الماضي، وذكرت بوضوح أن مصدره قناة الحدث السعودية، غير أنه ناشريه في المحتوى العربي ذكروا أن مصدره الإعلام الإسرائيلي.

وصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” خبر قناة الحدث السعودية، بأنه “غير مؤكد”.

– كررت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية في خبر متابعة، الأحد الماضي، الإشارة إلى أنه لا يمكن التحقق من صحة خبر القناة السعودية.

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأحد الماضي، عن نادية كوهين، أرملة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، قولها في خبر مقتصب أنها ردت على تقرير يفيد بإمكانية إعادة رفاته ضمن اتفاق، بالقول إن : “جهاز الموساد ليس على علم بهذه القصة، ولا علم لديهم بأنه سيتم إعادته”.

وصفت نادية كوهين بانها تعيش “عاصفة داخلية”، وأضافت: “لدي أمل بأن ما حدث في سوريا (سقوط نظام الأسد) سيسمح بمزيد من المرونة في ما يتعلق بقضية إيلي كوهين، أنا متفائلة دائماً ولم أفقد الأمل”.

– الحديث عن احتمالية تسليم رفات كوهين يرد في سياق عقد اتفاق بين سوريا وإسرائيل، لكن الاتفاق الوحيد الذي تناولته وسائل إعلام سورية وإسرائيلية هو الاتفاق الأمني الذي تعثر وكان متوقعاً توقيعه خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، بحسب وسائل الإعلام.

– لم يُعثر في وسائل الإعلام السورية أو الإسرائيلية أو الدولية على تقارير حديثة تفيد باحتمالية توقيع اتفاق أمني قريب بين سوريا وإسرائيل، والتي غالباً ما تكون المفاوضات بشأنها سرية في البداية. 

– أظهر البحث أن وسائل إعلام سورية نشرت أخباراً تشكك في صحة الخبر.

-لم يُعثر على أي أخبار أو تقارير عبرية تشير إلى احتمال أن تسلّم سوريا قريباً عينة DNA من رفات يُعتقد أنها تعود للجاسوس إيلي كوهين. وإذا ما تأكدت هويته، سيتم نقل الجثمان إلى إسرائيل.

خلاصة:

– مصدر الادعاء حول إعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من سوريا إلى إسرائيل هو قناة الحدث السعودية، وليس وسائل إعلام إسرائيلية.

– أرملة كوهين نفت في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، علم جهاز الموساد بإمكانية إعادة الرفات.

– الادعاء بشأن قرب تسليم رفات إيلي كوهين المدفون في سوريا أو حمضه النووي إلى إسرائيل، يستند إلى مصادر مجهولة، وليس إلى معلومات مؤكدة.

– تبيّن أن الادعاء لا يمكن تأكيده أو نفيه بسبب غياب الأدلة الكافية، لذا صُنِّف ضمن محتوى “مشكوك فيه” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

يأتي هذا الخبر بعد محادثات أجريت حول اتفاقية أمنية بين إسرائيل وسوريا، وبعد نحو شهر من تصريح الرئيس السوري أحمد الشرع بأنّ “المحادثات قد تُسفر عن نتائج قريبًا”.

وفي أيار/ مايو الماضي، أعلن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) أنه استعاد كنزاً من الوثائق والصور الفوتوغرافية المتعلقة بجاسوسه إيلي كوهين، الذي أعدم شنقاً في ساحة بوسط العاصمة السورية دمشق قبل 60 عاما بعد جمعه معلومات مخابرات عن خطط عسكرية سورية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها إن 2500 وثيقة وصورة ومتعلقات شخصية تخص كوهين نُقلت إلى إسرائيل بعد “عملية سرية ومعقدة نفذها الموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف”.

وذكر مكتب نتنياهو أن الوثائق والمقتنيات التي استعادها الموساد تشمل صوراً عائلية ورسائل ومفتاح شقته في دمشق، بالإضافة إلى مواد عملياتية مثل تقارير مُوجهة إلى مُشغليه، تضمنت أيضاً حكم الإعدام الأصلي الذي أصدرته المحكمة السورية، ووصيته.

وأضاف مكتب نتنياهو أن بعض الوثائق الأصلية والمتعلقات الشخصية، قُدمت إلى نادية أرملة كوهين.

لكن في المقابل نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر لم تسمها أن “القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل، وأن المبادرة جاءت لتخفيف حدّة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقبل ذلك بأسابيع أعلنت إسرائيل استعادتها جثة الجندي تسفي فيلدمان، الذي قتل في معركة مع القوات السورية في لبنان عام 1982.