ما حقيقة الوثيقة المتداولة عن إنذار وجهته الخارجية السورية للعراق ؟

تداولت صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، صورة وثيقة، مع ادعاءٍ يفيد بأن وزارة الخارجية السورية وجهت إنذاراً شديد اللهجة إلى الحكومة العراقية بعد إصدار القضاء العراقي حكماً بالإعدام بحق الشاب السوري محمد سليمان أحمد الحسن، وأمهلتها 48 ساعة للرد.

 الإجراء:

تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، حقيقة الادعاء، وراجعت حسابات رسمية للخارجية السورية، كما بحثت في وسائل الإعلام السورية والعراقية، وتبين أن الادعاء مفبرك.

نتائج البحث والتحري:

-الصورة المتداولة للوثيقة المنسوبة لوزارة الخارجية السورية، لا تظهرها بشكلٍ كاملٍ أو واضح.

-لم يعثر على أي وثيقة مماثلة منشورة في حسابات وزارة الخارجية السورية، تُثبت صحة الادعاء.

-ورد في الوثيقة المزعومة أن الشاب المحكوم محتجز في النجف منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بينما نقلت وسائل إعلام عن شقيقه أن اعتقاله جرى بتاريخ 23 كانون ثاني/يناير الماضي من مكان عمله في النجف، في حين صدر حكم بالإعدام عليه بتاريخ 27 تشرين أول/ أكتوبر الجاري.

-تضمنت الوثيقة المزعومة نسبة الشاب على أنها “الحسن”، بينما استخدمت وسائل الإعلام الرسمية والقضائية العراقية النسبة الصحيحة “حسن”، كما وردت في وثيقة الحكم الأصلية.

قال مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، محمد الأحمد، لموقع تلفزيون سوريا، إنّ “الوزارة تتابع قضية الشاب السوري محمد سليمان أحمد حسن”، …وأنّ “المتابعة تجري عبر سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بغداد من خلال مخاطبة وزارة الخارجية العراقية، وعبر الاتفاقيات المبرمة سابقا مع الجانب العراقي بشأن تبادل الموقوفين”، دون الإشارة إلى توجيه أي إنذار رسمي.

-تداولت وسائل إعلام عراقية وسورية القضية دون أن تذكر صدور أي بيان رسمي أو تحذير من الخارجية السورية بهذا الخصوص.

-تقاطعت مصادر حقوقية مع ما نقلته وسائل إعلام عن عائلة الشاب، أن اعتقاله جاء بعد العثور على فيديو للرئيس السوري أحمد الشرع في هاتفه، إضافة إلى مقطع فيديو قديم يعود لحادثة أسر عناصر من حركة النجباء العراقية على يد فصائل سورية معارضة.

خلاصة:

– الادعاء بأن الصورة المتداولة تُظهر وثيقة رسمية تتضمن إنذاراً وجهته وزارة الخارجية السورية للحكومة العراقية، ملفَّق.

– الوثيقة مفبركة؛ إذ تتضمن بيانات غير دقيقة (تاريخ اعتقال مغاير ونسبة اسم خاطئة)، ولا وجود لها في أي مصدر رسمي، كما يتعارض محتواها مع التصريحات الصادرة عن مسؤولين سوريين.

– تبين أن الادعاء بجميع جوانبه لا أساس له من الصحة، لذا صُنِّف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

انتشر الادعاء عقب إعلان محكمة في النجف العراقية صدور حكم بالإعدام شنقاً على الشاب السوري محمد سليمان أحمد حسن بتهمة الإرهاب.

ونفى المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى العراقي أن يكون اعتقال الشاب مرتبطاً بنشره مقاطع تمجّد الرئيس السوري أو تتعلق بالجيش الحر، واصفاً تلك المزاعم بأنها “معلومات غير صحيحة”.

وأوضح المركز أن الحكم صدر على خلفية “اعتراف المتهم بتمجيد الإرهابي أبو بكر البغدادي، والتشجيع على قتل أفراد الجيش العراقي والحشد الشعبي، ونشر فيديوهات تحضّ على الفتنة، بينها مقطع يُظهره وهو يحرق صورة الإمام علي عليه السلام”، مؤكداً أن الحكم غير نهائي ويخضع للتدقيق من قبل محكمة التمييز الاتحادية.

وقال شقيق الشاب في تصريحات لوسائل إعلام إن محمد تعرّض للتعذيب أثناء احتجازه في العراق وأُجبر على تقديم اعترافات تحت الضغط.