نسبت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، تصريحاً إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ادعت قوله إن روسيا وافقت على تسليم بشار الأسد و12 من رموز نظامه المطلوبين للعدالة، وأنهم سيمثلون أمام القضاء السوري نهاية الأسبوع المقبل.
تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform صحة التصريحات، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السورية والروسية والدولية، وتبين أنها ملفقة.
نتائج البحث والتحري:
– أظهر البحث المتقدم عبر فيسبوك وغوغل، أن مصدر الادعاء هو صفحة على فيسبوك باسم (هكذا تحدث الأشياء That’s How it is done)، كانت أول من نشر التصريح المنسوب لوزير الخارجية أسعد الشيباني، قبل يومين.
-تداول معظم ناشروا التصريحات المزعومة الصورة الخبرية التي نشرتها أولاً صفحة( هكذا تحدث الأشياء That’s How it is done).
-أظهر البحث أن الصفحة المذكورة نشرت تصريحات أخرى حول مزاعم تسليم روسيا لبشار الأسد، منها ما نسب للشيباني حول احتمالية محاكمة بشار الأسد خارج سوريا، وأخرى نسبت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول تأمين الحماية للمحاكمة التي سيحاكم بشار الأسد فيها، لكن تبين أن جميعها ملفقة ولا أساس لها من الصحة، ولم تنقلها وسائل إعلام سورية أو تركية أو روسية.
-أظهر تتبع منشورات الصفحة المذكورة أنها تنشر أخبار و تصريحات ملفقة؛ حيث نسبت إلى الرئيس السوري قبل يومين تصريحات مفادها أنه قال: “لن نعود من روسيا إلا و بشار الأسد معنا و سيتم تسليمه للأجهزة الأمنية السورية ليمثل للمحاكمة قبل نهاية هذا العام ،و إلا فإن روسيا تعلم جيدا أن قاعدتيها العسكريتين في سوريا يمكن أن لا تستمرا في العمل”.
-أظهر تتبع منشورات الصفحة المذكورة أنها نشرت تصريحات محرفة أيضاً عن شخصيات سياسية، كما هو الحال مع هذا التصريح الذي نقلته عن المبعوثة البريطانية الخاصة إلى سوريا آن سنو حول الانتخابات في سوريا، حيث أضافت إلى التصريح الأصلي أن نسبة المشاركة في الانتخابات في سوريا، بلغت “ما يقارب 3% من السوريين الذين يحق لهم التصويت”.
– لم تنشر أي وسيلة إعلام سورية رسمية أو موثوقة، سواء سورية أو روسية، أي بيان أو خبر يشير إلى موافقة موسكو على تسليم الأسد حتى تاريخ إعداد التقرير.
– أظهر البحث أن وكالة رويترز نشرت خبراً بتاريخ 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 نقلت فيه عن مصدر سوري رسمي أن الرئيس أحمد الشرع سيطلب رسمياً من روسيا تسليم بشار الأسد لمحاكمته على جرائم ضد السوريين خلال زيارته إلى موسكو.
– في المقابل، لم تذكر وسائل الإعلام الروسية أو الدولية أي معلومات عن موافقة روسيا على الطلب، بينما أشارت في وقت سابق، إلى أن احتمال تسليم الأسد ضعيف جداً، نظراً لأن موسكو منحت الأسد اللجوء السياسي بعد سقوط نظامه.
– نقل حساب تلفزيون سوريا، أمس، تسجيلاً صوتياً لديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، حيث يرد على سؤال صحفي حول ما إذا طالب الرئيس السوري نظيره الروسي بتسليم بشار الأسد، قائلاً: ليس لدي ما أقوله في هذا الصدد، لا شيء لنقوله”.
خلاصة:
– الادعاء أن وزير الخارجية السوري أعلن موافقة روسيا على تسليم بشار الأسد و12 من رموز نظامه للحكومة السورية، ملفق.
– مصدر التصريحات المتداولة هو صفحة في منصة فيسبوك، تنشر أخباراً وتصريحات ملفقة بشكل دوري.
– تبين أن جميع جوانب الادعاء لا أساس له من الصحة، لذا صُنّفَ ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform .
الخلفية:
تأتي هذه المزاعم في سياق الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وقال الشرع في مستهل اللقاء إن سوريا تمرّ بمرحلة جديدة تسعى خلالها إلى إعادة بناء علاقاتها السياسية والاستراتيجية مع الدول الإقليمية والعالمية، وفي مقدمتها روسيا الاتحادية، مشدداً على عمق الروابط التاريخية بين دمشق وموسكو.
وأكدت مصادر سورية أن الوفد السوري الذي وصل إلى روسيا سعى للحصول على “ضمانات” من موسكو “بعدم إعادة تسليح بقايا قوات النظام السابق”، وفق رويترز.
وأضافت المصادر أن الوفد طلب من روسيا مساعدة دمشق في إعادة بناء الجيش السوري الجديد، وفقاً لرويترز.