ما حقيقة مقتل الشاب “دانيال يونس” خلال اشتباكات في السويداء؟

تداول نشطاء وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، ادعاءً يُفيد بمقتل شخص يُدعى “دانيال يونس” في منطقة شقا بريف السويداء الشمالي، وذلك خلال اشتباكات بين مجموعات محلية.

ووصف ناشروا الادعاء الشاب بـ”السفاح” مع مزاعم أن مقتله كان على خلفية تصاعد التوتر بين الحرس الوطني في السويداء ومجموعات تابعة للشيخ حكمت الهجري.

الإجراء:

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform  حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، ليتبين أن الادعاء ملفق

نتائج البحث والتحري:

– بعد ساعات من انتشار الادعاء، ظهر دانيال يونس في مقطع فيديو مصوّر بصوته وصورته نشره نشاط على حسابه وشاركه مع حساب الشاب، الذي ينفي ما أشيع عن مقتله.

– لم يُعثر على أخبار مماثلة حول وقوع اشتباكات في بلدة شقا بين فصائل محلية في التاريخ المذكور، في وسائل الإعلام السورية الرسمية أو المستقلة أو المحلية، بما يدعم صحة الادعاء.

– نفت مواقع محلية، وقوع أيِّ اشتباكات في بلدة شقا مساء 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وقالت إن الشاب دانيال يونس ليس من سكان المنطقة.

خلاصة:

– الادعاء بمقتل دانيال يونس خلال اشتباكات في ريف السويداء الشمالي غير صحيح.

– الشخص المعني ظهر في مقطع فيديو ونفى ما أشيع حول مقتله.

– تبيّن أن الادعاء، بجميع جوانبه، غير صحيح  لذا صُنِّف ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية:

منذ أواسط تموز / يوليو الفائت، تتنشر بشكل دوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلومات وأخبار مضللة، فيما تصاعد خطاب الكراهية على خلفية الأحداث والمجازر الدامية التي شهدتها محافظة السويداء.

وكانت التوترات  قد اندلعت في تموز/ يوليو 2025 بعد حادثة خطف بين مسلحين بدو ودروز، تطورت سريعاً إلى مواجهات واسعة في مدينة السويداء وريفها.

تدخلت القوات الحكومية السورية، وأعلنت أن تدخلها جاء لفض النزاع لكنها حاولت السيطرة على المحافظة بشكل كامل، بينما شن الجيش الإسرائيلي ضربات جوية قالت إنها لحماية الدروز، ما أوقف التقدم الحكومي.

في 15 يوليو/ تموز 2025، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء، وذلك بعد ساعات من بدء دخول قواته إليها بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن بدء هجمات تستهدف آليات ودبابات وناقلات جند تابعة للقوات السورية، وقال متحدث عسكري إسرائيلي: “بدأنا في مهاجمة آليات عسكرية سورية في منطقة السويداء”.

في السياق، وثقت منظمات حقوقية، منها العفو الدولية، عمليات إعدام ميداني واعتداءات على مرافق مدنية، ما أدى إلى أزمة إنسانية رافقها وقوع مئات القتلى وتهجير واسع للمدنيين، أعقبها إجلاء آلاف العائلات من المدنيين البدو.

وأعلنت الحكومة السورية مع الأردن والولايات المتحدة، منتصف أيلول/سبتمبر الماضي ، التوصل إلى “خارطة طريق” لحل الأزمة في السويداء، خلال مؤتمر صحفي في دمشق، بحضور وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، والسفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس برِاك.

لكن اللجنة القانونية العليا في السويداء، أعلنت رفضها خارطة الطريق المعلنة، متهمة الحكومة السورية بالتنصل من مسؤوليتها تجاه ما جرى في السويداء، ومطالبة باستقلال المحافظة أو إدارة شؤونها ذاتياً.