تداولت صفحات وحسابات على منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، هذه الصورة مع ادعاء أنها لنازح من الرقة سقط ميتاً تاركاً طفليه في منتصف رحلة النزوح من مدينة الرقة، خلال المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي وبين تنظيم داعش، عام 2017.

الإجراء:
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عكسياً عن الصورة، إضافة إلى بحث معمق عبر فيسبوك وغوغل، وتبين أنه مضلل.
نتائج البحث والتحري:
– أظهر البحث أن الصحفي حسين ناصر نشر الصورة المتداولة مع صورتين أخريين على حسابه في فيسبوك في 11 حزيران / يونيو 2017، وتعليق قال فيه:” هنا حيث لا مأوى .. جوع وعطش …وجوه قد انهكها الزمن واضناها التعب …ووجوه مبتسمة لا تعلم ما يُخبأ لها … من رحلة النازحين الفارين من المعارك ما بين قسد و تنظيم داعش و قوات النظام”، دون الإشارة إلى أن النازح قد مات أو أغمي عليه خلال رحلة نزوحه.

– أظهر البحث عبر فيسبوك أن ذات الصورة نشرتها صفحات ووسائل إعلام سوريا عام 2017، مع توصيف يقول: “استلقى على الأرض بعد مشيه عدة كيلو مترات هرباً من قصف التحالف الدولي وتضييق تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية على مدينته الرقة”.

– نشرت صفحات وحسابات محلية على منصتي فيسوك وإكس الصورة السابقة بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الثامنة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي وإخراج تنظيم داعش، مع تعليق يقول:”رجل يُغمى عليه أمام أطفاله أثناء طريق النزوح من #الرقة هرباً من قصف التحالف الدولي“.

– أظهر البحث أن صحفيين عدلوا توصيف الصورة بعد ساعات من نشرها وتوصلهم إلى شكوك حول صحة التعليق المرفق.

– أظهر البحث أن نشطاء سوريين نشروا الصورة عام 2017 خلال المعارك الدائرة في مدينة الرقة مع تعليق يقول:”رجل يغمى عليه قبل اطفاله اثناء طريق النزوح من #الرقة“.

خلاصة:
– الادعاء أن الصورة المتداولة تظهر نازحاً من الرقة سقط ميتاً تاركاً طفليه خلال نزوحه عام 2017 من المدينة، ليس صحيحاً.
– الصورة التقطها الصحفي السوري حسين ناصر ونشرها منتصف حزيران/يونيو 2017 ضمن مجموعة صور مع نص تحدث فيه عن معاناة النازحين من الجوع والعطش والتعب وفقدان المأوى.
– تبين أن الادعاء يتضمن معلومات دقيقة وأخرى كاذبة، لذا تم تصنيفه ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
-جاء انتشار هذه الصورة مع صور أخرى مرفقة مع هاشتاغ #ذكرى_تدمير_الرقة، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الثامنة لخروج المدينة من سيطرة تنظيم #داعش وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها بدعم من التحالف الدولي.
وكانت المدينة قد شهدت تدميراً واسعاً جراء المعارك الضارية التي شهدتها نتيجة تحصن التنظيم فيها بعدما اتخذها عاصمة لخلافته
وقدرت السلطات المحلية آنذاك نسبة الدمار في الأحياء وسط المدينة بنحو 90 في المئة مقابل 40 إلى 60 في المئة في الأحياء المحيطة، بينما قدرت جهات بحثية أن ” 60% إلى 80% من المدينة كانت غير صالحة للسكن بعد المعارك.



