تناقلت وسائل إعلام سورية وعربية وروسية، تصريحاً منسوباً لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، يزعم فيه أن نسبة سيطرة دمشق على مساحة الأراضي السورية، تزيد حالياً عن 90 بالمئة، ونسب الفضل في ذلك إلى تدخل قوات بلاده عام 2015.
وأكدت غالبية وسائل الإعلام أن مصدر التصريح وكالة تاس الروسية، التي أجرت لقاءاً مع الوزير الروسي في 20 شباط/ فبراير الجاري.
تحرى فريق True Platform حقيقة التصريح، عبر محرك البحث في غوغل، باللغتين العربية والروسية، وتوصل إلى مجموعة نقاط.
– أدلى الوزير الروسي شويغو التصريح السابق، في معرض إشادته بالصناعة العسكرية الروسية.
– قال شويغو في تصريحه الأخير لوكالة تاس: “في سوريا، اسمحوا لي أن أذكركم. عندما بدأنا تقديم المساعدة للحكومة السورية بقرار من رئيسنا، كانت مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات السورية، تزيد قليلاً عن 17 بالمئة، أما اليوم فإن النسبة أكثر من 90 بالمئة”.
– نقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن شويغو في تشرين الأول/أكتوبر 2021 قوله: “بحلول الوقت الذي دخلنا فيه، كان 12 بالمئة فقط من أراضي سوريا، تحت سيطرة الحكومة السورية. واليوم أكثر من 90 بالمئة”.
– نقلت صحيفة رسيسكايا جازيتا اليومية الحكومية عن شويغو في أيلول/سبتمبر 2020، قوله إن “أكثر من70 بالمئة من أراضي البلاد كانت قد خرجت عن سيطرة الحكومة السورية”.
– زعمت صحيفة البرلمان الروسي في أيلول/سبتمبر 2020 أن ” السلطات السورية كانت تسيطر على خمس أراضيها فقط في سوريا. وبعد مرور خمس سنوات تغير الوضع تماماً – إذ أصبح الآن 80 بالمئة من الأراضي السورية تحت سيطرة جيش الأسد”.
– أعلنت وزارة الدفاع الروسية في آب/أغسطس 2018 أن الجيش السوري استعاد 95 بالمئة من أراضي البلاد، وأنه كان يسيطر على 8 بالمئة فقط لدى التدخل الروسي في سوريا.
– قال شويغو في فبراير/شباط 2020 إن الحكومة السورية تسيطر حالياً على أكثر من 90 بالمئة من أراضي هذا البلد، بينما كانت نسبتها تبلغ 18 بالمئة من مساحة البلاد بأكملها قبل خمس سنوات”.
– قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أيلول/سبتمبر 2021، خلال استقباله الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو: “تسيطر الحكومة السورية الآن على 90 بالمئة من أراضي البلاد”.
– سبق لمواقع تحقق متخصصة أن نفت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سيطرة قوات الحكومة السورية على 90 بالمئة من الأراضي السورية.
– تسيطر فصائل المعارضة السورية مع هيئة تحرير الشام وفق العديد من المصادر على أكثر من 10 بالمئة من مساحة البلاد، عدا المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والتي تقدر بأكثر من 25 بالمئة بحسب العديد من المصادر، وهو ما يكفي لنفي تصريحات شويغو.
في النتيجة:
– ادعاء وزير الدفاع الروسي أن الحكومة السورية كانت تسيطر على أكثر من 17 بالمئة يتناقض مع نسب سبق أن ذكرها في تصريحات لوسائل إعلام روسية.
– ادعاء شويغو أن الحكومة السورية تسيطر الآن على أكثر من 90 بالمئة من مساحة البلاد يخالف الوقائع على الأرض، ويناقض خرائط النفوذ والسيطرة التي نشرتها مصادر سورية وأجنبية مختلفة.
– اعتاد الرئيس الروسي ووزير دفاعه، إضافة إلى وسائل إعلام رسمية، على المبالغة أثناء الإشارة إلى نسبة السيطرة الفعلية للحكومة السورية.