تداولت صفحات وحسابات في منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، مقطع فيديو على أنه يوثق عملية انسحاب للجيش التركي من منطقة تل أبيض شمالي محافظة الرقة، مؤخراً، وإخراج مدرعاته من القواعد بعد إفراغها.

الإجراء:
تحرى فريق شبكة تدقيق المعلومات- True Platform، حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عكسياً عن الصورة بعد تقسيم الفيديو إلى صور ثابتة، كما بحث في وسائل الإعلام السورية والتركية، وراجع حسابات رسمية تركية وسورية، وتبين أن الادعاء يستند إلى فيديو مجتزأ من سياقه.
نتائج البحث والتحري:
-لم يكشف ناشرو الادعاء عن مصادر موثوقة أو صريحة تدعم صحة ادعائهم، بل استندوا إلى مقطع فيديو فقط.
-أظهر البحث العكسي عن الصورة أن الفيديو تداولته وسائل إعلام و نشطاء و حسابات وصفحات سورية في 14 تموز/ يوليو الماضي على أنه يظهر تعزيزات ثقيلة وارتال عسكرية للجيش السوري تتوجه إلى السويداء.

-لم يعثر على أي خبر مماثل على وسائل الإعلام التركية أو السورية الرسمية أو غير الرسمية، يدعم صحة الادعاء
-لم يعثر على أي بيان أو خبر مماثل على حسابات وزارتي الدفاع التركية والسورية، يدعم صحة الادعاء.
-يتعارض الادعاء مع تصريحات لوزير الدفاع التركي يشار كولر أطلقها مطلع حزيران/يونيو الماضي، جاء فيها أن “تركيا تدعم الجيش السوري وليس لديها خطط للانسحاب الفوري”.
– لم يعثر على خبر مماثل على مجموعات وصفحات محلية، تدعم صحة الادعاء.
-أظهر البحث عبر محرك غوغل، إن تل أبيض شهدت سابقاً ما وصف بـ “تبديل روتيني للقوات”، وفق ما قالت مصادر معارضة سورية لوسائل إعلام عربية في شباط/ فبراير 2020، لكن لم يُعثر حتى على أخبار جديدة تفيد باحتمالية إعادة الجيش التركي تبديل قواته في المنطقة.
خلاصة:
– الفيديو المتداول لا يوثق عملية انسحاب للجيش التركي من منطقة تل أبيض شمالي محافظة الرقة.
– الفيديو المتداول نشرته وسائل إعلام ونشطاء وحسابات سورية منتصف تموز/يوليو الماضي، على أنه يظهر تعزيزات للجيش السوري تتجه إلى السويداء.
-الادعاء أن الجيش التركي انسحب من منطقة تل أبيض، مفبرك ولا يستند أي دليل رسمي أو إعلامي موثوق.
-تبين أن الادعاء يستند إلى محتوى قديم معاد تداوله في غير سياقه الأصلي، لذا صنف ضمن محتوى “مجتزأ من سياقه” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات- True Platform.
خلفية:
في سياق الأحداث التي تمر بها سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011، تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، أخبار ومعلومات غير دقيقة وأخرى ملفقة، جراء عمليات تضليل ممنهجة أو نتيجة أخطاء مهنية.
ويأتي انتشار الادعاء السابق بعد يومين من تمديد البرلمان التركي تفويض الجيش التركي بشأن تنفيذ عمليات في سوريا والعراق، ثلاثة سنوات إضافية.



