تداول نشطاء إلى جانب صفحات وحسابات عبر منصتي فيسبوك وإكس، خلال الساعات الأخيرة، منشوراتٍ تزعم أن قصة اختطاف الطفل محمد قيس حيدر، الذي عاد مساء اليوم إلى منزله في اللاذقية، “ما هي إلا فبركة من جانب فلول النظام السابق لزرع الخوف والفتنة بين المدنيين”.

الإجراء:
تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform، حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عبر المصادر المفتوحة، شمل محرك البحث غوغل وموقعي فيسبوك وإكس، إضافةً إلى وسائل إعلام سورية رسمية ومستقلة، وتبيّن خلاف الادعاء.
نتائج البحث والتحري:
-لم يذكر ناشرو الادعاء أي مصاد موثوقة أو صريحة، تثبت صحته، كوكالات أنباء أو وسائل إعلام مستقلة أو رسمية.
–أجمعت وسائل الإعلام السورية، الرسمية والمستقلة، التي غطّت خبر عودة الطفل إلى ذويه، على أنه كان مختطفاً، من دون أن تورد تفاصيل إضافية حول ظروف اختطافه أو عودته.

-نشر عم الطفل محمد حيدر على حسابه في فيسبوك، أكثر من منشور أكد في إحداها عودة ابن أخيه من إدلب إلى اللاذقية، من دون ذكر تفاصيل إضافية، فيما استنكر في منشور آخر التشكيك في صحة حادثة اختطافه.

-ذكرت صفحات أن عودة محمد تمت بعد دفع فدية مالية، فيما زعمت مواقع أن الاستخبارات السورية استطاعت تحريره، لكن عائلته وأقاربه، كما وسائل الإعلام لم يؤكدوا أو ينفوا هذه التفاصيل.
–لم تصدر وزارة الداخلية السورية حتى ساعة إعداد هذا التقرير أي بيان رسمي يوضح ملابسات حادثة اختطاف الطفل أو ظروف عودته.
خلاصة:
-الادعاء أن قصة اختطاف الطفل محمد قيس حيدر هي فبركة من جانب فلول النظام، غير صحيح.
-تؤكد عائلة الطفل إنه اختُطِف منذ الثامن من الشهر الماضي، وهو ما تتفق عليه المصادر الرسمية وغير الرسمية، غير أن تفاصيل اعتقاله أو ظروف عودته ما تزال غير معروفة حتى الآن.
-تبين أن الادعاء يستند إلى توظيف الحقائق في سياق مغاير وموجه، لذا صُنَِفَ ضمن محتوى “تلاعب بالحقائق” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
يأتي انتشار هذا الادعاء بعد ساعات من عودة الطفل محمد قيس حيدر إلى منزله في مدينة اللاذقية، في ختام واحدة من أكثر القضايا التي أثارت تضامناً واسعاً في الشارع السوري.
وتعود بداية القصة إلى الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حين أقدمت مجموعة مسلّحة مكوّنة من أربعة أشخاص يستقلّون سيارة من نوع “سنتافيه” زرقاء على اختطاف الطفل من أمام مدرسة “جمال داوود” في حي المشروع العاشر بمدينة اللاذقية، قبل أن يفرّوا إلى جهة مجهولة.
وأثارت الحادثة جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل، حيث حمّلت فئةٌ من السوريين الحكومةَ المسؤولية عن الحادثة، معتبرين أنها نتيجة “فلتان أمني”، فيما زعم آخرون أن الاختطاف جرى في إطار عملية ممنهجة تستهدف الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الطفل. في المقابل، شكك آخرون بحدوث عملية الاختطاف من الأساس، مشيرين إلى احتمال وجود دوافع سياسية وراء الاتهامات الموجّهة للحكومة.



