ما حقيقة التلاعب بصورة “شهادة تكريم” طفلة لحذف كلمة “العربية” منها؟

تداول صحفيون ونشطاء، إلى جانب صفحات وحسابات على منصتي فيسبوك وإكس، مؤخراً، صورة مع ادعاء بأنها نموذج لإحدى الشهادات التي منحها الرئيس السوري أحمد الشرع للأطفال الذين اجتمع بهم مع عقيلته لطيفة الدروبي في اليوم العالمي للطفل. وأثار الادعاء الشكوك حول صحة صورة نُشرت قبل ذلك، تظهر فيها طفلة مع الرئيس وعقيلته وهي تحمل شهادة ورد في ترويسها “رئاسة الجمهورية السورية” بدل “رئاسة الجمهورية العربية السورية”، وهو الاسم الرسمي للدولة.

وجاء في الادعاء المتداول:
“تم التلاعب بحذف كلمة العربية من الجمهورية العربية السورية الصادرة عن رئاسة الجمهورية لشهادات الأطفال بغرض التشويش.. الشهادات الأصلية”.

كما اعتبرت حسابات وصفحات سورية عبر فيسبوك وإكس أن حذف صفة “العربية” من اسم سوريا الرسمي في الشهادة يُعد “جسّ نبض للشارع السوري”، وربما تمهيداً لتغيير الاسم الرسمي للدولة عبر التنازل عن الصفة العربية، “إرضاءً لقوات سوريا الديمقراطية والشيخ حكمت الهجري”.

الإجراء

تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الادعاء، وراجع حسابات رسمية لرئاسة الجمهورية ووسائل إعلام سورية وعربية، وتبيّن خلاف الادعاء.

نتائج البحث والتحري

– أظهر البحث أن الصورة التي زُعم وجود تلاعب بها تعود للطفلة حفصة شَنطة التي أدت دور وزيرة الاتصالات والذكاء الاصطناعي ضمن “حكومة الأطفال”. وتبين أن الصورة مأخوذة من فيديو اللقاء الذي نشرته قناة الإخبارية السورية ووسائل إعلام عربية.

– أظهر البحث أن مقطع اللقاء تضمن في نهايته لقطات لتكريم 14 طفلاً من أصل 22 طفلاً شاركوا في الاجتماع الرمزي الذي جمع الرئيس وعقيلته بـ”حكومة الأطفال”.

– تظهر لقطات التكريم الواضحة لـ14 طفلاً شهادات تحمل ترويسة “الجمهورية السورية”، وليس “الجمهورية العربية السورية”، وهو ما ينفي الادعاء بوجود تلاعب لاحق في الشهادات التي سلمت للأطفال.

– أظهر البحث أن منصة “سورية الآن” نشرت تقريراً بعنوان: “حذف العربية من التسمية الرسمية يثير الجدل.. الرئيس الشرع يوزع بطاقات طُبع عليها الجمهورية السورية”، وهو ما يتوافق مع ظهور التسمية في فيديو اللقاء، وينفي وجود تلاعب بالصورة التي انتشرت قبل ذلك.

– تبيّن أن الصحفي السوري موسى العمر كان أول من نشر صورة منسوبة لشهادة الطفل عمر ألفين مع تعليق يقول: “تم التلاعب بحذف كلمة العربية…”. ثم عاد ونشر تصحيحاً جاء فيه:
“صور شهادات الأهالي المنشورة مختلفة عن الذي تم تداوله.. وفيها الجمهورية العربية السورية”،
وهو ما يُظهر تراجعاً عن القول بوجود تلاعب، مع الإبقاء على غموض بشأن سبب اختلاف الترويسات.

– لاحقاً شارك العمر منشوراً من حساب الطفل عبيدة عامر ألفين يظهر شهادات بترويسة “الجمهورية العربية السورية”، لكن لا يمكن تأكيد موثوقيتها لعدم تطابقها مع ما ورد بوضوح في فيديو اللقاء الرسمي.

– تراجع بعض من أعادوا نشر منشور العمر، ونشروا تصحيحاً يؤكد أن صورة الشهادة التي نشرها لا تتوافق مع الشهادات التي ظهرت في فيديو اللقاء.

– لم تُصدر رئاسة الجمهورية أو وسائل الإعلام الرسمية أي توضيحات حول سبب اختلاف ترويسة الشهادات.

خلاصة:

– الادعاء بوجود تلاعب بحذف كلمة “العربية” من اسم سوريا الرسمي في صورة لطفلة كرمها الرئيس وعقيلته غير صحيح.

– الصورة المتداولة بداية تعود للطفلة حفصة شَنطة، وهي مقتطفة من فيديو رسمي دون أي مؤشر على وجود تلاعب.

– الادعاء الذي نشره الصحفي موسى العمر أُعيد تصحيحه لاحقاً، مع تأكيده فقط على اختلاف شهادات الأهالي عن الصور المتداولة.

– الصورتان اللتان نشرهما حساب الطفل عبيدة ألفين مشكوكتان في صحتهما لعدم اتساقهما مع الفيديو الرسمي.

– تبيّن أن الادعاء يعمد إلى التشكيك في حقائق باستخدام حقيقة جزئية، لذا صُنِفَ ضمن محتوى “تلاعب بالحقائق” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.

خلفية

استقبل الرئيس السوري وعقيلته الخميس الماضي، مجموعة من الأطفال المتفوقين وأبناء الشهداء في اجتماع رمزي أدى فيه 22 طفلاً أدوار وزراء في “حكومة الأطفال”. وخلال التكريم ظهرت شهادات تحمل ترويسة “الجمهورية السورية”، ما أثار جدلاً على مواقع التواصل. وكانت تغريدة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تضمنت عبارة “سفارة الجمهورية السورية”، قد أثارت جدلاً مشابهاً.