ما حقيقة التصريحات المنسوبة لمديرة الاستخبارات الأمريكية حول وجود قيادات لداعش داخل مناطق سيطرة دمشق؟

تداولت صفحات وحسابات على منصّة فيسبوك، مؤخراً، تصريحات منسوبة لمديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد، تزعم أنها قالت: “لدينا معلومات كافية حول تموضع زعماء وقيادات بارزة لتنظيم داعش داخل المحافظات السورية، تحت حماية سلطة دمشق. أمهلنا دمشق وقتاً لاتخاذ الإجراءات الفورية بحقهم وتسليمهم لقوات سوريا الديمقراطية”.

وتتضمّن التصريحات المزعومة أيضاً: “في شباط 2026 يجب أن تشهد سوريا تطوراً على الصعيدين السياسي والعسكري. سنواصل دعمنا لحلفائنا في سوريا، ونعمل على توسيع عملياتنا ضد تنظيم داعش لمنع استعادة هيمنتهم”.

الإجراء:
تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الادعاء، فأجرى بحثاً في الموقع الرسمي لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية في الولايات المتحدة، وفي حسابات غابارد الرسمية، إلى جانب بحث في المصادر المفتوحة، بما فيها وسائل الإعلام السورية والعربية والدولية. وتبيّن أن التصريحات مفبركة.

نتائج البحث والتحري:

– ناشرو الادعاء لم يذكروا أي مصدر صريح وموثوق يثبت صحة التصريحات، مثل وكالات أنباء أو وسائل إعلام محترفة.

– لم يُعثر في الموقع الرسمي لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ولا في حسابات غابارد، على أي تصريح مماثل.

– لم تُسجّل وسائل الإعلام السورية أو العربية أو الدولية أي تصريحات مشابهة منسوبة لغابارد.

– أظهر البحث عبر محرك “غوغل” وأداة “Who Posted What?” أن صفحة نشطة باسم “Salah Aldin Kurdi“، كانت أول من نشر الادعاء.

– التصريحات المزعومة تتعارض مع واقع العلاقة بين واشنطن ودمشق، خاصة مع التقارب الأمريكي مع القيادة السورية الجديدة، لذا من غير المنطقي أن تخرج مديرة الاستخبارات لتتهم نفس القيادة “بحماية داعش” وتعطيها مهلة، في الوقت الذي يمدح فيه الرئيس ترامب هذه القيادة.

– الولايات المتحدة لا تطلب عادة من “حكومة مركزية” تسليم مطلوبين لـ “قوات محلية” (قسد). البروتوكول هو المطالبة بتسليمهم للعدالة الدولية أو للولايات المتحدة، أو التعاون المشترك، وليس تسليمهم لطرف ثالث محلي منافس.

خلاصة:

– التصريحات المتداولة والمنسوبة لمديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد، والتي تزعم أنها تحدثت عن تواجد قيادات من تنظيم داعش في سوريا وضرورة تسليمهم لقوات سوريا الديمقراطية، مفبركة

– يتبيّن أن الادعاء، بجميع جوانبه، لا أساس له من الصحة، لذلك صُنّف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات.

خلفية:
يأتي تداول هذه الادعاءات من قبل صفحات وحسابات داعمة للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، بالتزامن مع عودة التوتر بين قسد والجيش السوري، شهد ريف الرقة اندلاع اشتباكات وصفت بالعنيفة استمرت يومين، قبل أن تنشر وسائل إعلام أن الطرفين اتفقا على وقف التصعيد بعد توسط من التحالف الدولي.