تداول نشطاء وكتاب، إلى جانب صفحات وحسابات على منصّة فيسبوك، مؤخراً، تصريحات منسوبة لمديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد، تزعم أنها قالت: “لدينا معلومات مؤكدة حول وجود مقاتلين من قوات نظام بشار الأسد يتمتعون بحماية داخل مناطق سيطرة قسد. منحنا قيادة قسد مهلة لاتخاذ إجراءات فورية بحق هؤلاء العناصر وتسليمهم للجهات المختصة”.
وتتضمّن التصريحات المزعومة أيضاً: “في مايو 2025 تلقّينا تقارير تفيد بوجود ضباط ومقاتلين من قوات النظام داخل صفوف قسد، ومن بين الأسماء التي وردت سهيل الحسن وآخرون من جيش الأسد. أبلغنا قيادات قسد بهذه المعلومات بشكل مباشر، وطلبنا التعامل مع الملف بجدية كاملة”.
الإجراء:
تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الادعاء، فأجرى بحثاً في الموقع الرسمي لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية في الولايات المتحدة، وفي حسابات غابارد الرسمية، إلى جانب بحث في المصادر المفتوحة، بما فيها وسائل الإعلام السورية والعربية والدولية. وتبيّن أن التصريحات مفبركة.
نتائج البحث والتحري:
– ناشرو الادعاء لم يذكروا أي مصدر صريح وموثوق يثبت صحة التصريحات، مثل وكالات أنباء أو وسائل إعلام محترفة.
– لم يُعثر في الموقع الرسمي لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ولا في حسابات غابارد، على أي تصريح مماثل.
– لم تُسجّل وسائل الإعلام السورية أو العربية أو الدولية أي تصريحات مشابهة منسوبة لغابارد.
– أظهر البحث عبر محرك “غوغل” وأداة “Who Posted What?” أن صفحة باسم “سوريا الغد”، كانت أول من نشر الادعاء، وهي صفحة سبق لها أن نشرت أخبار وتصريحات مضللة بشكل متكرر.
خلاصة:
– التصريحات المتداولة والمنسوبة لمديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد، والتي تزعم أنها تحدثت عن تواجد مقاتلين من قوات نظام بشار الأسد يتمتعون بحماية داخل مناطق سيطرة قسد وضرورة تسليمهم للحكومة السورية، مفبركة.
– يتبيّن أن الادعاء، بجميع جوانبه، لا أساس له من الصحة، لذلك صُنّف ضمن محتوى “مفبرك” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات.
خلفية:
يأتي تداول هذه الادعاءات من قبل صفحات وحسابات داعمة للحكومة السورية بعد ساعات من تداول صفحات وحسابات داعمة للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية تصريحات منسوبة لمديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد، تزعم أنها قالت: “لدينا معلومات كافية حول تموضع زعماء وقيادات بارزة لتنظيم داعش داخل المحافظات السورية، تحت حماية سلطة دمشق. أمهلنا دمشق وقتاً لاتخاذ الإجراءات الفورية بحقهم وتسليمهم لقوات سوريا الديمقراطية”.
