هذه الحادثة جرت في القامشلي قبل شهرين ولا علاقة لها بالهجمات التركية الأخيرة

نقلت وسائل إعلام سورية وتركية وعربية عن وكالة الأناضول، مؤخراً، أن الاستخبارات التركية “حيّدت” رمزية ألتيغ، وقالت إنها مسؤولة الشؤون المالية لدى وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، في شمال شرقي سوريا.

وقالت وكالة الأناضول على لسان مصادر أمنية تركية إن: “الاستخبارات التركية، وبعد مراقبة وتحريات ميدانية، نفذت عملية دقيقة في منطقة القامشلي شمال شرقي سوريا، حيدت على إثرها الإرهابية الملقبة بفيان”.

وأشارت مصادر الوكالة إلى أن: “فريقاً خاصاً من الاستخبارات التركية راقب وتابع “ألتيغ” قبل أن يقوم بتحييدها في عملية دقيقة بمنطقة القامشلي السورية”.

ونشرت الوكالة التركية الرسمية، خلال اليومين الماضيين، خبرين مماثلين نقلاً عن مصادر من الاستخبارات التركية، تبين أنهما مضللان، ما دفع فريق True Platform للتحقق من صدقية هذا الخبر.

تحرى الفريق حقيقة الأمر، وأجرى بحثاً عبر محرك البحث غوغل، وفيسبوك، فكشف البحث أن وسائل إعلام سورية و محلية نقلت خبر مقتل رمزية “ألتوك” في 24 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

من بين الوسائل التي نقلت الخبر حينها كانت “وكالة هاوار”، حيث نقلت عن “لجنة عوائل الشهداء في شمال وشرق سوريا” إعلانها عن مقتل رمزية ألتوك” جراء انفجار سيارة بالقرب من دوار القوتلي على طريق الكورنيش في مدينة قامشلو”.

وقالت اللجنة: “الشهيدة رمزية آلتوك مواطنة كردية من شمال كردستان، لجأت إلى مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا، نتيجة الممارسات التعسفية والاعتقالات التي تتبعها الدولة التركية الفاشية بحق الكرد في شمال كردستان”. طبقاً لوكالة هاوار.

وأظهر البحث أن وسائل إعلام سورية معارضة، وصفحات موالية للنظام السوري على فيسبوك، نقلت عن الأناضول خبرها الأخير، وكانت قد نشرت خبر مقتل “رمزية ألتوك” قبل أكثر من شهرين أيضاً.

ولم توضح الاستخبارات التركية تاريخ عملية الاستهداف في تصريحها لوكالة الأناضول، لكن وسائل إعلام سورية معارضة صاغت أخبارها وكأن العملية جرت في سياق القصف الجوي الذي شهدته مناطق في شمال شرقي سوريا في الأيام القليلة الماضية.

في النتيجة:

– قضت رمزية آلتوك في انفجار سيارة قبل أكثر من شهرين، ولا علاقة للحادثة بعمليات القصف التي شنتها تركية على مناطق سيطرة “قسد” خلال الأيام القليلة الماضية.  

 – إن تأخر الاستخبارات التركية، لأكثر من شهرين، في الكشف عن حادثة الاغتيال، ومن ثم الإدلاء بتصريح لوكالة الأناضول حول الحادثة، عقب حملة القصف الأخيرة، ودون توضيح توقيت وقوع حدوثها، يرجح تعمدها التضليل، ولكنه لا يعفي وكالة الأناضول من المسؤولية.

– لم تشر  العديد من وسائل الإعلام السورية، المعارضة، التي نقلت عن الأناضول، إلى عدم وضوح تاريخ الاستهداف، وصاغت أخبارها، وكأن الحادثة جرت في الأيام القليلة الماضية، ما ساهم في انتشار التضليل.

– بعض الوسائل الإعلامية السورية التي نقلت عن الأناضول الخبر  الأخير كانت قد نشرت مجريات مقتل “آلتوك” قبل أكثر من شهرين أيضاً.