تداولت صفحات وحسابات على فيسبوك، مؤخراً، مقطع فيديو يظهر عملية جَلدِ شابٍ في ساحة عامّة، مع ادعاء أنه يوثّق اعتداء عناصر من الحكومة السورية على مدني في مدينة الباب شمال سوريا، بعدما طلبوا منه إفساح الطريق لسيارتهم.
وجاء في المنشورات المرافقة للفيديو أن “عناصر من عصابات الجولاني الإرهابية في مدينة الباب اعتدت بالضرب المبرح على مدني كان يقود دراجته النارية، بعد أن طلبوا منه إفساح الطريق، ليتطور الموقف إلى مشادة كلامية واتهامه بالكفر وشتم الذات الإلهية، قبل جلده علناً في الساحة أمام الأهالي”.
الإجراء
تحرّى فريق شبكة تدقيق المعلومات – True Platform حقيقة الادعاء، وأجرى بحثاً عكسياً بعد استخراج صور ثابتة من الفيديو، إضافة إلى بحث عبر المصادر المفتوحة شمل محرك غوغل ومنصة فيسبوك. وتبيّن أن الادعاء مضلل.
نتائج البحث والتحري:
– أظهر البحث العكسي أن الفيديو قديم، ونشر لأول مرة في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023، على أنه يُظهر “جلد” مدني على دوار السنتر في مدينة الباب بسبب “سبّ الذات الإلهية”.
– نقلت حسابات إعلامية عن آخرى تابعة لتجمّع حركة التحرير والبناء في الجيش الوطني السوري السابق، حينها مقطعاً آخر للشاب نشرته بعد الحادثة، ظهر فيه حليق الشعر، بينما أكّد المتحدثون في الفيديو أنهم سيقومون بمحاسبته.
– أثارت الحادثة عام 2023 انتقادات منظمات مدنية وحقوقية وصفتها بأنها مثال على غياب سلطة القانون في المنطقة.
– لم يُعثر على أي معلومات أو تقارير تشير إلى وقوع حادثة مشابهة مؤخراً في مدينة الباب.
خلاصة
– الادعاء بأن عناصر من الحكومة السورية اعتدت على مدني في مدينة الباب مؤخراً، غير صحيح.
– الفيديو المتداول قديم، ونُشر نهاية عام 2023 خلال حادثة مختلفة تماماً عن الادعاء الحالي.
– تبين أن الادعاء يعتمد على فيديو صحيح من سياق قديم، مرفق برواية ملفّقة، فقد صُنّف ضمن محتوى “مضلل” وفق منهجية شبكة تدقيق المعلومات – True Platform.
خلفية:
يأتي انتشار الادعاءات السابقة مع اقتراب موعد دمج قوات سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري، وفق اتفاق 10 آذار/ مارس 2025 الذي جرى برعاية أمريكية. وقد لوحظ في هذه الفترة ارتفاع ملحوظ في تداول الأخبار والمعلومات المضللة التي تستهدف طرفي الاتفاق، سواء عبر إعادة نشر صور أو فيديوهات أو معلومات قديمة في سياقات جديدة، أو من خلال اختلاق روايات جديدة بالكامل.
